أقبل أهالي الرياض خلال اليومين الماضيين على الاستراحات المنتشرة في شرق وشمال العاصمة، لإقامة لقاءاتهم الأسرية فيها، وذلك تزامنا مع عيد الفطر المبارك، وبحثا عن الراحة والاستجمام، ما دعا أصحابها إلى رفع الأسعار بشكل لافت تتجاوز 70 في المائة عما كانت عليه في الأيام التي تسبق العيد. ورصـــــدت"الاقتصــــــادية" خلال جولة ميدانية على بعض الاستراحات، شكوى مرتادي هذه الاسترحات والشاليهات من ارتفاع أسعار الاستراحات، وسوء الخدمات المقدمة في بعضها، وفقدان وسائل الأمن والسلامة خاصة في المسابح، فلا وجود لطفاية الحريق أو مخرج للطوارئ، أو أطواق نجاة، إضافة إلى اهتراء الأثاث. بينما يرى مستثمرون في هذا القطاع أن فترة الأعياد موسم مهم لجني الأرباح، وتعويض فترة الركود التي أصابت الاستراحات في شهر رمضان المبارك، مشيرين إلى أن الأسعار تزيد وتقل بحسب المساحة والخدمات المقدمة. الأسعار تختلف بحسب المكان والمساحة والخدمات التي تقدمها الاستراحة. وقال محمد القبيسي مالك عدد من الاستراحات، إن كثيرا من الأسر تجد صعوبة في إيجاد استراحات شاغرة أيام العيد، وذلك لأن معظمها تم استئجارها وحجزها قبل العيد بشهر، تحوطا من الزحام المتوقع على تلك الاستراحات خلال أيام العيد. وأشار القبيسي إلى أن الأسعار تختلف بحسب مكان ومساحة والخدمات التي تقدمها الاستراحة، وتراوح أسعار الاستراحات الصغيرة في المواسم بين 800 ريال وثمانية آلاف ريال، مشيرا إلى أن الاستراحات المجهزة بالمسابح وملاعب كرة القدم والألعاب هي الأكثر طلبا لدى المستأجرين من العائلات. بينما قال محمد الحربي، مستثمر في هذا المجال، الاستراحات جذبت الكثير من الناس، وذلك لما لها من خصوصية للأشخاص الذين يستأجرونها، إضافة أن الكثير قد يجد في الاستراحات مساحة أفضل وقدرا أكبر من الحركة دون قيود معينة، مشيرا إلى أن هذا الاستثمار أصبح منافسا لمدن الألعاب الترفيهية، خاصة في الاستراحات ذات المميزات العالية التي يتوافر بها مسابح وملاعب أطفال. ولم يخف الحربي أن الاستثمار في هذا المجال مربح لكنه متعب في الوقت نفسه، في ظل وجود بعض الأسر التي يعبث أطفالها بمحتويات الاستراحة، وتقطيع الأشجار، وعدم الاهتمام بها، وهذا يكلف مبالغ كثيرة عند الصيانة، لافتا إلى أنه ورغم ذلك فإن الكثير من أصحاب الاستراحات يفضلون ويخصصون استراحاتهم في أوقات المواسم والإجازات والأعياد للعائلات فقط. من جانبه، دعا مستفيدون من هذه الاستراحات الجهات ذات العلاقة بمراقبة الأسعار، أسوة بالشقق المفروشة والفنادق، واصفين أسعار الاستراحات في الأعياد بـ"الجنونية" والمبالغ فيها.