أيام قليلة وتعود عجلة المسابقات المحلية بلقاء هام ولقاء بطولة بين النصر والشباب في كأس السوبر السعودي، وهي افتتاحية خطيرة لكلا الفريقين لأن نتيجة المباراة قد تؤثر في مسيرة أي منهما في الدوري. النصر يعيش أزهى أيامه منذ عقدين من الزمان فهو يمتلك أغلى النجوم وأمهر اللاعبين ويعيش استقرارا إداريا لا مثيل له بحزم وعزم ودهاء السياسي السابق الأمير فيصل بن تركي الذي لديه الحلول العملية لأي قضية قد تنشأ هنا أو هناك. الشباب فريق عنيد ويملك نجوما كبارا وهو متمرس في البطولات خلال العقد الأخير، ويعيش استقرارا إداريا بعودة الذهبي الأمير خالد بن سعد باني نهضة الشباب الحديث. جماهير النصر تمني النفس ببطولة ثالثة سريعة وقوية تعطي الفريق تحفيزا كبيرا خصوصا وأنه يسير بأداء متوازن وثبات عام حتى وإن كانت القيادة الفنية انتقلت من كارينيو إلى كانيدا، وما قد يترتب على ذلك من بعض التغييرات في أسلوب اللعب، لكن الفريق له هيبة بطل وهيبة جمهور وهيبة رئيس وهيبة حضور. شخصيا أتمنى أن تسند المباراة لحكام أجانب ليبدأ الموسم بهدوء خصوصا وأن الحكم الأجنبي نجح في السنوات الماضية في قيادة هدوء إعلامي قبيل المباريات الحساسة والحاسمة وتفرغ أعضاء الفريقين للعب كرة قدم حقيقية أكثر من الجدال حول من هو الحكم ومن خلفه ومن أمامه وتفصيلات كثيرة لا تطور ولا تساعد على موسم ناجح مثالي. أتوقع أن يكون الحضور الجماهيري كبير جدا في هذه البطولة وأن يوجد (60) ألف مشجع داخل الملعب مما سيضيف جمالية أخرى لهذه المسابقة الغالية خصوصا وأنها إجازة للطلاب وفي عطلة نهاية الأسبوع. وعلى هامش بدء الموسم الكروي ستعود البرامج الرياضية والردح الإعلامي والبربرة التي لا تنتهي، وأستغرب من هؤلاء الإعلاميين الذين يظهرون بشكل شبه يومي وأحيانا مرتين في اليوم وقد يكون في برنامج إذاعي وآخر تلفزيوني وهم يكررون أنفسهم ومفرداتهم ورؤيتهم الضيقة وطرحهم الرديء وتعصبهم المقيت لفرقهم، بل إن البعض لا يهتم كثيرا بما يطرحه في البرنامج بقدر اهتمامه إن كان على الهواء لمدة ساعة أو ساعتين دون أي اهتمام بالمتلقي. ولا أعلم إن كانت هناك كأس جديدة للبطولة أم أن الكأس نفسها التي فاز بها نادي الفتح الموسم الماضي، وهي كأس كبيرة ومزعجة ويصعب حملها والجري بها في الأجواء الاحتفالية، ولا تليق ببطولة غالية نحتاج فيها إلى ذوق رفيع في اختيار الجوائز شكلا ومضمونا. بقي أن أؤكد أن هذه البطولة رسمية ضمن المسابقات المعتمدة لاتحاد كرة القدم لكي لا يظهر علينا خبراء الغفلة ومن يصنفون أنفسهم إحصائيين ويقولون إنها تنشيطية أو غير معترف بها من الفيفا أو من الاتحاد الآسيوي أو إنها بطولة هامشية أو من الأقاويل التي يرددونها عندما لا يكون لفريقهم نصيب في أي بطولة. مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن