ـ كنت في مناسبة في دولة خليجية شقيقة وسألني أحد الأصدقاء الخليجيين (أنتم في السعودية تملكون أكبر عدد من النجوم الكبار السابقين في كرة القدم لكننا لا نراهم يتولون مسئوليات هامة في منظومة كرة القدم السعودية)؟ ـ وواصل صديقي الخليجي حديثه قائلاً (نحن نحسدكم على الكم الهائل من نجومكم الكبار الذين يملكون خبرة واسعة تجعلهم قادرين على خدمة كرة القدم السعودية). ـ واستمر متحدثاً وقال (نحن رغم ان نجومنا الكبار جداً معدودون على الأصابع إلا أنهم يتولون مسئوليات في اتحاد الكرة أو في اللجان الأولمبية أو حتى في مناصب غير رياضية). ـ كان صديقي الخليجي يتحدث بحماس في وقت كنت أتألم لأن كل ما قاله كان صحيحاً....نحن بالفعل لا نستفيد من خبراتنا الرياضية المحلية. ـ عندما انتهى صديقي من حديثه قلت له أتفق معك في كل ما ذهبت إليه فنحن نملك نجوماً كباراً قدموا الكثير للرياضة السعودية وتحديداً في مجال كرة القدم ولديهم من الخبرة ما يجعلهم يساهمون في دعم مسيرة كرة القدم. ـ وواصلت حديثي معه بالقول...لا تعتقد أن نجومنا لا يرغبون العمل وخدمة كرة القدم السعودية ولا تعتقد أن المسئولين لا يرغبون بمنح النجوم فرصة تولي قيادة لجان في اتحاد الكرة أو المشاركة في رسم إستراتيجية كرة القدم السعودية. ـ لكن....وما أقساها من لكن...قلت (ودون تردد) لصديقي إننا نعيش تعصبا كرويا لا يمكن تصوره وهذا التعصب هو من يطيح بكرتنا عن مسارها الحقيقي ويعيدها كثيراً للوراء. ـ قلت له....تصور إذا كان المواطن العادي وليس النجم المشهور المعروف غير قادر على العمل في لجان اتحاد الكرة أو المواقع الرياضية المختلفة بسبب الميول وهو الشخص غير المعروف فكيف تنتظر أن يتقبل الوسط الرياضي عمل النجم المعروف. ـ هل تصدق أنه بمجرد تعيين مواطن عادي غير معروف في موقع رياضي يتسابق الجميع للبحث والتحري عن ميوله والمؤسف أن إعلاميين يقومون أيضاً بذلك فينتشر عبر قنوات التواصل الاجتماعي ميول تلك الشخصية وهنا ينقسم الوسط الرياضي إلى قسمين. ـ قسم يدعمون تلك الشخصية لأنها (أي الشخصية) توافقهم الميول وقسم يقفون ضدها (أي الشخصية) بسبب اختلاف الميول. ـ ومن هنا يبدأ قسم بتصيد الأخطاء والهجوم وقسم بالدفاع والمحاماة وهذا الصراع كاف لأن يشتت ذهن تلك الشخصية ويكون القرار أخيراً الرحيل وترك الجمل بما حمل. ـ هذه هي الحال مع شخصيات مجهولة في الوسط الرياضي فكيف سيكون التفاعل والتعامل فيما لو جاء نجم مشهور معروف الميول. ـ بل أنني (في ظل الوعي الرياضي الحالي) لا أتمنى أن يتولى نجم سعودي شهير منصباً هاماً في منظومة كرة القدم السعودية لأنه سيخسر الكثير من شعبيته بسبب نظرة ضيقة من قبل أناس أعماهم التعصب. ـ هذه يا صديقي حال وسطنا الرياضي....لن تنصلح حالنا حتى نرتقي بالوعي ونضع المصلحة العامة فوق المصلحة الشخصية وهذا أمر (وبكل أسف) لا أراه يلوح في الأفق القريب.