حينما يجمعني الفرح بمكان كنت أفرح به عندما كنت طفلًا، أشعل الفرح والحماس والبراءة في جنباته، تجدني أعود لذلك المكان لعل أطياف الزمن البسيط تغمرني وتمنحني السعادة والبساطة التي مازلت أنشدها، عندما تغيرت الأحوال وتغير فيها مقياس العمر المتسارع! المكان عادةً يبقى ولا يموت بالنقيض من بشريتنا وموت أحبابنا الذين قد فقدناهم، ولكن ما فتئ المكان يرسل علينا من ذبذباته الذكريات والرجوع لتلك الأيام، سقى الله تلك الأيام وسقى الله ليالي العيد التي كسرت حواجز الحزن وتسللت إلى نفوسنا بسرعة هائلة كسرعة قياس العمر المتسارع! سقى الله ليالي العيد التي تذكرنا باستعداداتنا المتكلفة رغم الحياة البسيطة هناك.. نعم هناك في ذلك الزمن! العيد ليس فقط للأطفال، بل إنه كذلك للكبار، وهو في شريعتنا مقصد عام. أتدري لماذا يفرح الكبار؟ لأن الأطفال يلعبون على الوتر الحساس أمام الكبار! أتدري ما هو الوتر الحساس؟! هو تسامح الأطفال مع بعضهم البعض، وهذا ما يحصل عادة في العيد بعد الشجار والعراك! وكذلك الأطفال يشعلون أمامنا الفرحة لتلقف أحزان الكبار وتجعلها تذوب في دوامة فرحتهم. لسنا فقط نحن الذين نعلَّم الأطفال كل شيء.. بل حتى الأطفال يعلِّموننا كيف نفرح في الوقت الحاضر، ونترك القلق المستمر في قدوم المستقبل! ________________________ :ومضة* الأماكن لا تموت رغم رحيل الراحيلن.. والأطفال الأحياء ما زالوا يُحيون فينا روح الفرح والتسامح والإخاء! رابط الخبر بصحيفة الوئام: الأماكن لا تموت!