×
محافظة الرياض

أرامكو.. البعد الثقافي

صورة الخبر

ونحن نصوم شهر رمضان المبارك كل عام، ومع اقتراب نهايته نتطلع إلى عيد فطر مبارك نتبادل فيه التهاني والزيارات، ونفرح أن منّ الله علينا بصيام الشهر وقيامه. جميل أن يفرح المرء، وجميل أن يرى الابتسامة مرسومة على الشفاه، وخاصة الأطفال الذين يترقبون العيد وأعينهم على ما سيرتدونه من ملابس جديدة وما سيحصلون عليه من عيديات من الأهل والأقارب، وأيضاً ما سيزورونه من أماكن للترفيه والتسلية طيلة أيام العيد. أقول هذا الكلام وأنا أنظر بعين المرارة والألم والأسى إلى أطفال غزة الذين لم تَكدْ تبدأ تطلعاتهم للعيد إلا وقضت عليها قنابل وآليات العدو الإسرائيلي الذي أذاقهم مرارة الألم واليتم والتشرد. نشفق على هؤلاء الأطفال الذين مُورست عليهم كل أنواع الوحشية والقتل وهم لا حول لهم ولا قوة ولا ذنب إلا أنهم أطفال فلسطينيون تحاول قوات العدو ووحشيته أن تنكل بهم وتذيقهم الويلات يوما بعد آخر. في لقاء تلفزيوني مع أحد أطفال غزة قال بعفويته وبكل مرارة وألم مخاطباً الضمير العالمي: (كيف عايشين هانا.. لا بنلعب، ولا بنضحك، ولا بنتعلم، ولا بنحضر برامج أطفال.. بس بفتح التلفزيون وبلاقيه كله تشييع جنازات وطخ وموت وحرب ودبابات واجتياح..) بهذا المنطق، وبهذه الصورة المريرة المؤلمة سيعيش أطفال غزة أيام العيد في حين يفرح الآخرون ويمرحون. منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تقول إن معدلات قتل الأطفال الفلسطينيين في غزة زادت عن طفل واحد كل ساعة، وهذا يعني 250 طفلاً كل عشرة أيام، و 750 طفلاً في الشهر وهو معدل قد يفوق عدد المواليد في غزة شهرياً. ونسبة عدد القتلى من الأطفال من بين ضحايا الهجوم الإسرائيلي من المدنيين بلغت 33%، ومن بين الضحايا أطفال لا تتجاوز أعمارهم الخمسة أشهر. أرقام ومعدلات مفزعة وقابلة للزيادة إذا لم يتحرك الضمير العالمي للوقوف في وجه المعتدين واتخاذ قرارات ملزمة ومرتبطة بعقوبات جدّية. أطفال فلسطين، وإن لم تغتالهم يد العدوان الإسرائيلي، فهم يعيشون أيضاً أصنافاً أخرى من التعذيب حين يفقدون الأهل وتهدم منازلهم وتحرق مزارعهم. ذكرى عيد الفطر المبارك مناسبة تستوجب التوقف عندها والعمل بجدية صادقة لتخفيف مرارة الألم وفقدان فرحة العيد وحلاوته لدى أطفال غزة العزيزين علينا، وكم هو مؤلم لنا، ونحن نحتفل بالعيد أن تطالعنا الشاشات بصور المآسي والمجازر في غزة ومن ورائها أطفال وأد العدو فرحتهم، ولكن صبر جميل، ويبقى الأمل بعد الله معلقاً بصحوة ضمير عالمي حيّ تضع الأمور في نصابها وتوقف الوحشية والهمجية الإسرائيلية التي طغت واستبدت.