×
محافظة المنطقة الشرقية

الأهلي يتعادل في وديته الثانية مع لومنت السويسري

صورة الخبر

ليس جديدا أن يزايد كثير من العرب، قاصيهم ودانيهم، على أحداث غزة، فالقضية الفلسطينية كانت ولا تزال (قميص عثمان) الذي به يتاجرون ويتكسبون، كنت أرجو بشيء من الطيبة الزائدة، أن يكون العرب قد فهموا أنهم ليسوا بعد أهلا لفعل حقيقي ينقذ الفلسطينيين من ربقة الاحتلال الصهيوني لأرضهم ويعيد إليهم حقوقهم وأرزاقهم وكراماتهم المفقودة. لكن ثبت، ربما للمرة المليار، أننا مجرد (ظاهرة صوتية) نجأر بالصراخ والعويل والدعوات المكرورة دون أن نفهم ما يحدث أو نفرق بين حدث سياسي يصنعه الطامحون وأطفال تمزق أجسادهم في مدارسهم وغرف نومهم الفقيرة. الجيش الإسرائيلي، ومن خلفه أجندة غربية منزوعة من أخلاقها وقيمها، لا يفرق بين الطفل والمقاتل، هو يدك الأرض بمن عليها بمنتهى الوحشية والغطرسة والاستقواء بأموال وإعلام وقادة الغرب، الذين يعقدون مؤتمرا أمميا عن عدم إنسانية ختان الإناث في نفس الساعة التي تزهق فيها أرواح خمسة وعشرين من الرضع الفلسطينيين. وهذا هو الموضوع: أن يكيل كل من في هذا العالم، بمن فيهم العرب، بمكيالين في النظر إلى حرب إسرائيل القذرة والبشعة هناك. وهنا في المملكة، لدينا تجار الأجندات الذين يزايدون على موقفي المملكة ومصر من هذه الأحداث ويوظفونها لصالح أهوائهم وبشاعاتهم، وما يؤلمني فوق ألمي الشديد على مصائر رضع وأطفال غزة، أن هؤلاء سادرون في غيهم ومنازعاتهم مع هذين الموقفين تربصا ونصرة لمواقف منافقة وكاذبة من أجندات أجنبية لا تخفى على أحد. لقد ثبت دائما، في حدود الممكن ودون الوقوع في مجازفات غير محسوبة، أن السعودية ومصر هما الدولتان الأكثر اهتماما ورعاية للقضية الفلسطينية برمتها، فمن المستفيد الآن من التشكيك بهذين الموقفين والتقليل من دورهما كمحوري مفاوضات وحلول لهذه القضية المعلقة فوق طائرات الإسرائيليين الحربية والإمكانيات الغربية الباهظة الموفرة لهذا الصلف الإسرائيلي.؟! شيء قليل من التفكير سيعيد بعض المتاجرين بأحداث غزة وأشلاء أطفالها إلى صوابهم، هذا إن كانت قلوبهم نظيفة ونواياهم حسنة، أما إذا كانوا يظنون أنهم يطبخون (أمجادهم) الإخوانية والإردوغانية المنتظرة فهم واهمون، البقاء لله ثم لأرواح الأطفال المعلقة برقابهم.