برز الانتقام من الوجود السني في اعقاب الاحتلال الامريكي للعراق 2003، وهناك من يعتبر احداث 11 سبتمبر 2001 بداية التفكير الغربي في محاربة الاسلام السني تحت ذريعة ان قادة الارهاب العالمي هم من يعتنق المذهب السني هذا من حيث التنظير، ولكن التطبيق العملي للحرب على السنة بدأ مع الاحتلال الامريكي للعراق فلاعتبارات مذهبية اخذت من فترة حكم صدام سندا ومحاججة ترفع بوجه كل معترض على تجريم المذهب : بان المعاقب حزب البعث وليس السنة ، فظهر قانون اجتثاث البعث، فلم يعاقب هذا القانون ابناء الطوائف والديانات الاخرى المنتسبين لحزب البعث فقد اقتصر تطبيق القانون على العرب السنة ، كان لأهل المذهب الذين يطالبون بالقصاص من حزب البعث الف سبب صادق وجميعها اسباب لا تخص مذهبا دون آخر بل هي شأن لكل عراقي وطني يؤيد معاقبة حزب البعث إلا ان الامور أخذت منحى مذهبيا خطيرا وتداخلت فيه الاعتبارات التاريخية والمصالح السياسية وجميعها تحولت لأدوات لتصفية أهل السنة . فبعد ان كانت التصفية مباشرة، دخل عامل سياسي على جرائم التصفية يتعلق بطموحات بعض القوى الاقليمية واصبح المطلوب تصفية المذهب السني سياسيا وثقافيا وانسانيا، هذه القوى الطامحة للسيطرة على المنطقة قامت بصناعة كيانات تساعدها في سياسة التصفية في البداية كانت القاعدة التي كانت جاهزة لتأدية هذا الدور فقد كانت تبحث عن ميدان مواجهة مع القوات الامريكية والقوى الاقليمية سهلت لها دخول هذا الميدان بشروط جهادية جديدة بان يكون الشيعة قبل الامريكان المستهدف في هذه المعركة وهذا شيء يناسب تماما الفكر القاعدي، وبعد ان اصبحت الحرب الطائفية واقعا خرج على تاريخ التعايش السلمي ولن يعود اليه، تم تشجيع العشائر السنية لمحاربة تنظيم القاعدة الارهابي وقد حققت العشائر نصرا اكيدا على القاعدة بمساعدة الجيش الامريكي والعراقي، وعادت من جديد الروح الوطنية لابناء العشائر السنية وبدأ الايمان بوجود الوطن العراق الموحد يترسخ في النفوس، الا ان حسابات سيد الوضع تأخذه لجهة مصالحه وليس لجهة مصالح العراق،فأصبح العراق نموذجا يرسل ويطبق في اكثر من مكان في المنطقة، ففي اليمن تسيطر القاعدة والحوثيون وكلاهما يقوم بنحر انسانية المذهب السني وازهاق الروح المتسامحة فيه ، وسوريا لها قصة مع المذهب ابتدأت بنضال ووصلت للطائفية ولن تنتهي بعد .... داعش هو أداة طهران المحترفة لتصفية الاسلام السني انسانيا فقد اعطته دولة في مناطق نفوذها، وأمنت له الحماية وخططت لانتصاراته فانسحاب جيش المالكي المليوني امام الفي شخص لم يكن انسحابا فرضته التقديرات العسكرية او القتالية بل كان انسحابا يحقق رؤية وينفذ سياسة لتقوم دولة الاسلام السني وتمارس سلطتها بأدوات متوحشة بعيدة عن شريعة الاسلام وسنته، نموذج من الحكم الدموي الذي لا يعرف ان يشترك بالحياة الا مع ذاته ، المراد من ذلك ان يقدم للعالم شكل حكم الاسلام السني بعد ان مهدت للصورة اعمال القاعدة وحكم طالبان، فصنعت ايران شكلا يناسب الصورة ويحقق حلم الامبراطورية الفارسية، فهل تنجح بأن تجعل صورة السنة في العالم صورة داعشية تثير الرعب وتبرر الانتقام ؟