×
محافظة المنطقة الشرقية

سياحة الشرقية تشدد على الالتزام بأسعار الوحدات المفروشة

صورة الخبر

في ظل الإقبال منقطع النظير من الأسر والعائلات والشباب اليومي لفعاليات «رمضاننا كدا» بالمنطقة التاريخية بجدة، فقد حققت الزيارات رقمًا قياسيًا جديدًا ببلوغها 900 ألف زائر خلال 25 يومًا، مع توقعات بتجاوز المليون خلال الخمسة أيام المقبلة من عمرها. وفاز محمود فضل مليباري (سعودي) بجائزة عبارة عن سيارة 2014، وهو الفائز بمسابقة «الرقم الذهبي» لمتابعي فعاليات «رمضاننا كدا» و»عيدنا كدا» ضمن مهرجان جدة التاريخية. هذا وتتواصل الزيارات للمهرجان، فقد زار الفعاليات الأمير فيصل بن محمد بن سعود الكبير، وتجوّل بين فعاليات المهرجان، وأثنى على ما شاهده وأبدى استحسانه وشكره للقائمين على الفعاليات، كما استقبلت الفعاليات كذلك الأمير تركي العبدالله الفيصل، والأمير السفير خالد بن سعود بن خالد مساعد وزير الخارجية، حيث تجوّلا ومرافقوهما في أروقة الفعاليات مطلعين على ما شملته من حِرف وفعاليات بالمطاعم والمقاهي الشعبية والمتاحف ومعارض الصور القديمة والفنون التشكيلية، مبدين إعجابهما وسرورهما بما شاهداه وبحسن الأداء والتنظيم والإقبال الجماهيري الغفير. وقدم جميع الضيوف الشكر والتقدير للجنة العليا للفعاليات ولصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة رئيس اللجنة العليا لمهرجان جدة التاريخية على الدور المقدم وحسن التنفيذ والتنظيم. وببلوغ اليوم 25 من رمضان، تكون قد انتهت فعاليات «رمضاننا كدا»، وبدأ التحضير لفعاليات «عيدنا كدا»، وذلك بإحياء ليالي العيد بدخول حلويات العيد وبسطات الحلاوة والأجبان و»الدبيازة» و»الشُريك» وتوقف ركن الكبدة لبناء مسرح البلد الذي سيعرض فعالياته خلال أيام عيد الفطر المبارك مع الاستمرار في تنفيذ الفعاليات وزيارات الحشود وتمتعهم بليال رمضان في المنطقة التاريخية. ولم تحقق فعاليات «رمضاننا كدا» نجاحها المتتالي يومًا بعد يوم وإقبال الزوار منقطع النظير إليها من فراغ، فقد أحسن القائمون عليها من إضافة اللمسات واللمحات التي توحي بكل ما يحن إليه الزائر حتى ولو كان من غير أهل هذه البلاد الطيّبة، فما بالنا بأهلها الذين يحنّون أكثر وأكثر لمعرفة حياة الأجداد وطبيعة حياتهم وروحهم المتمثلة في طعامهم وشرابهم وملابسهم وأيضًا إمكانياتهم التي كانوا عليها قديمًا. ومن هذه اللمسات واللمحات التي حرص المنظمون على إقامتها وضرورة وجودها، «دكان المصورّاتي»، والمصورّاتي كان في الخمسينيات والستينيات الميلادية شيئًا عزيزًا في أدواته وإمكانياته وقدراته وفق صيحات العصر لتلك الفترة، فلم تكن هناك صور بالألوان، ولم تكن أجهزة التصوير كما نراها الآن تلتقط لمسافات وأبعاد، ولم تكن الصور يمكن تجسيمها، ولم يكن هناك أيضًا الفوتو شوب، كل هذا لم يكن موجودًا، بل كان المصورّاتي زمان له شكل وزي خاص به، كما كانت أدواته عبارة عن كاميرا كبيرة يبذل معها مجهودًا كبيرًا لتُخرج في النهاية صورة أبيض وأسود وعلى قدر كفاءة المصور الذاتية يكون قوة الصورة وتأثيرها. وقد اهتم منظمو فعاليات «رمضاننا كدا» بأن يتواجد مصورّاتي زمان، وكان التفاعل معه كبيرًا جدًا من قبل الجماهير. يقول مصورّاتي زمان طارق العبدالله، والذي تحدث عن الجديد في الفعاليات وتفاعل الزوار، فقال: الضيوف والزائرون جميعا لديهم حب الاستطلاع لمعرفة «دكان المصورّاتي»، لأن أغلبهم من الجيل الجديد الذي لا يعرف صور الحجازيين أجداده وأبائه، لذا وفرنا في الدكان كل ما هو قديم من العمائم الخاصة بأهل الحجاز وملابسهم، ولذا تجد البعض يصر على ارتداء هذه الملابس والتقاط الصورة له ومنهم من يختار ارتداء العمامة التي كان يرتديها أجداده، كما أن البعض من الأباء يحث أبناءه على أخذ أكثر من صورة وآخرين يفضّلون الزي الكامل بالجلباب الحجازي وعمامته والنظارة أيضًا ليصبح الزي كاملا، لتكون ذكرى لهم بأنهم عاشوا حياة أجدادنا القدامي، ويضيف طارق: أجمل ما في الدكان أنه خطف الأضواء وبات الإقبال عليه كثيرًا، حتى أننا وفي إطار الازدحام الشديد، قرّرنا عمل تنظيم في دخول الأعداد لأن المكان ضيق، ففي أحيان تجد ما يزيد عن 800 شخص على بوابة الدكان ومن الصعوبة بمكان أن يدخلوا جميعًا، لذا قررنا إدخال 30 شخصًا وبعد الانتهاء منهم نُدخل عددًا آخر، وما يسعدنا نحن ما نراه من فرحة وابتسامة على وجوه الجميع سواء من دخل ليعرف حيز المكان أو من دخل واُلتقطت له العديد من الصور. كما أحيت فعاليات «رمضاننا كدا» ألعابًا قديمة مارسها الأجداد والأباء منذ زمن طويل، منها لعبات «الضومنة» و»الكيرم»، ومنها حديثة العهد ليس بالزمن الطويل كـ»الفرفيرة»، وكان الزوار من المواطنين والمقيمين الذين توافدوا ومازالوا على المنطقة التاريخية، كانوا يتوقفون كثيرًا أمام مجاميع ملتفون دائريًا حول طاولة «الضومنة» وهما فريقان من شخصين متقابلين ينافسان الفريق الآخر مُكملان لبعضهما وتأخذهما برهة التفكير والتروّي قبل اللعب لدقة التصويب في وضع الحبة، وهناك الطاولات الممتدة على المسارات لشباب ورجال كبار وأيضًا أطفال في عمر الزهور يمارسون لعبة «الكيرم» التي تُلعب على طاولة مربعة الشكل ويستطيع اللعب شخصان أو أكثر، وعلى مدى أيام فعاليات المهرجان، نُظمت مباريات للألعاب، وبالنسبة لـ «الكيرم» فقد اشتعلت المنافسات يوميًا من العاشرة مساء إلى الثانية صباحًا بين عشرة فرق تتنافس فيما بينها وكان يغلب عليها الإثارة والمتعة، وأما «الضومنة» فقد استمرت المنافسة بنظام الدوري لكل فريق المُمثل من شخصين، وفي اليوم العشرين تُوّج الفائزون بالمسابقة. كما حظيت مباريات لعبة «الفرفيرة» بنفس الإثارة والجاذبية وبإقامة عشر مباريات منتظمة تتابعها اللجنة المنظمة وتقوم في نهاية اليوم بتتويج الفريق الفائز.