طوال شهر رمضان المبارك إلا أربعة أيام الأولى منه تواصل إسرائيل عدوانها الوحشي على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتقمع كل من يعترض على عدوانها في الضفة الغربية. حتى الآن استشهد 815 مواطناً فلسطينياً معظمهم من الأطفال والنساء، وفُقدتْ أسر بكاملها، حيث سقطوا قتلى نتيجة تدمير منازلهم فوق رؤوسهم، وقُتل أطفال من كل الأعمار، من الرضع الذين لم يبلغوا العام إلى الرابعة عشرة، كما قتل الشيوخ والعجائز، ومع هذا لم يتحرك العالم سوى اتصالات حيث يتبارى وزراء خارجية الدول بالتأكيد على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، والجميع يغفل الحديث عن حق الفلسطينيين في العيش والبقاء أحياء. حصيلة العدوان الإسرائيلي تظهر بجلاء من هو المتضرر، ومن هو الذي له الحق في الدفاع عن نفسه، هل الذين قُتل منهم 815 إنساناً أغلبهم من المدنيين نساءً وأطفالاً، أم الذين لم يُقتل منهم سوى 25 جندياً، أي محاربين قدموا لقتل الآخرين فقُتلوا!! هذه هي عدالة الغرب، الوقوف مع الإسرائيليين الظالمين مهما كانت الأسباب، أمريكا وبريطانيا وفرنسا والدول الغربية الأخرى تطالب بالضغط على الفلسطينيين للقبول بمقترحات وقف إطلاق النار دون تحسين ظروف معيشة وحياة الفلسطينيين المحاصرين منذ أكثر من أربعة أعوام، المعابر مقفلة، ولا يحق للغزاويين الابتعاد أكثر من خمسمائة متر عن سواحل غزة لجلب رزقهم من صيد الأسماك، يُمنع عنهم الغذاء والدواء والصيد والكهرباء والماء، ويُطلب منهم أن يخضعوا للاحتلال وجنوده الذين يمارسون كل أنواع القهر والصلف والإمعان في تعذيب الفلسطينيين جسدياً ونفسياً، أمس مُنع الفلسطينيون من الصلاة في المسجد الأقصى، حيث افتعل جنود الاحتلال الإسرائيلي حوادث اصطدامات مع المصلين ليمنعوا من حضر للصلاة في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك. أي ظلم يمارس على الفلسطينيين هذا؟! ومع هذا يُطلب من الفلسطينين فقط الرضوخ للإرادة الأمريكية التي هي إرادة الإسرائيليين الذين يعربدون ويقتلون البشر والعالم يتفرج عليهم وأكثرهم يدعم هذا العدوان.