يقول أحد الأمريكيين العاملين في المملكة سابقاً، أن أكثر ما شد انتباهه خلال فترة إقامته هو بقاء «أضواء مكتبه» تعمل «ليلاً ونهاراً»، فقلت له معظم بيوتنا في السعودية مضاءة في النهار، رغم أن «شمسنا حارقه» يا خواجه؟!. بالطبع الثقافة الأمريكية « لتوفير الطاقة « تأثر بها بعض المُبتعثين، كون معظم إن لم يكن كل المنازل هناك تقريباً يتم إطفاء الأنوار فيها عند النوم، بينما بعضنا مُصاب بمتلازمة (النوم في النور)، حتى أن بعضنا يشبه (المبتعث السعودي) العائد من أمريكا (بالمتقاعد)، نتيجة تتبعه أنور البيت المضاءة بلا حاجة ومحاولته إغلاقها، وهذا سلوك جيد لتوفير المال في وضح النهار!. بالمناسبة سألت أحد المبتعثين في لندن هل ستقضي العيد مع الأهل في المملكة كما فعلت العام الماضي؟ فقال لي للأسف (لا)، اكتشفت أن زيارة الأهل في العيد إهدار للمال والجهد دون فائدة، كون إجازتي ثلاثة أيام فقط، ينام خلالها (نصف البيت) في النهار، والنصف الآخر (ينامون) في الليل، وأنا أصاب بالحرج فأصبح مثل (لمبة النور) يجب أن أضيء طوال الوقت، الزيارة بعد العيد أفضل !. تذكرت حينها هموم بعض المتقاعدين في الأسواق (آخر الشهر الفضيل)، عندما يتحسر على إهدار المال أمام عينيه، بشراء ملابس العيد لكل أفراد (الأسرة)، مع أنه متأكد أن معظمهم سوف ينامون طوال (الأيام الثلاثة)، ولن يلبسوا معظم ما تم شراؤه (ليلاً)!. أظن أن هذه ثقافة يجب أن نراجع أنفسنا فيها كثيراً، معظم الأسر تتكلف (مبالغ طائلة) لشراء مستلزمات العيد في آخر شهر رمضان، كنوع من العادة السنوية، وهو ما يشكل ضغطاً للأسواق، وازدحاماً شديداً، وارتفاعاً في الأسعار، وفي نهاية المطاف (نسبة) من يستمتع بارتداء ملابس العيد، أتوقع أنها ستكون صادمة لو تم قياسها بدراسة واستبيان علمي؟!. علماً أن الأسعار بعد العيد تكون أرخص ، كما أن العروض تكون أكثر، بل إن هناك محترفين يسافرون لأوروبا في نهاية المواسم للحصول على أسعار مشجعة، تبعاً لثقافة التوفير السابقة!. أنا متأكد أن ثقافة ترك الأضواء (تعمل نهاراً)، وعدم إغلاقها (ليلاً)، هي عنوان لمشكلة أكبر؟!. وعلى دروب الخير نلتقي.