--> لقد تطورت الحياة وطبيعة المعيشة في بلادنا العزيزة بصورة كبيرة جداً خلال الخمسين سنة الماضية في مختلف الجوانب العمرانية والصناعية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها، حيث توسعت المدن وأُنشأت الطرق السريعة وبنيت المنازل الجديدة واستخدمت التقنيات الحديثة في المعيشة وتغيرت طبيعة الحياة الاجتماعية، نظراً لانتشار الناس بين المدن المختلفة. فلم يعد أغلب الأشخاص يسكنون في القرى والهجر التي ولدوا فيها، وهذا أمر طبيعي تمر به كافة الشعوب بسبب تطور الحياة وتوسع وانتشار المجتمعات. إن واقع المعيشة السابقة التي عاشها الآباء والأجداد لم تعد موجودة الآن في بلادنا نتيجة للمتغيرات التطويرية السريعة التي نعيشها، لذلك لم يشاهد أو يشعر أغلب الجيل الجديد من المواطنين (دون الأربعين عاما) بما كان عليه الوضع سابقاً وكيف كانت الأحوال الاقتصادية والظروف المعيشية والحياة الاجتماعية وطبيعة الأعمال التي يمارسها الرجال إن واقع المعيشة السابقة التي عاشها الآباء والأجداد لم تعد موجودة الآن في بلادنا نتيجة للمتغيرات التطويرية السريعة التي نعيشها، لذلك لم يشاهد أو يشعر أغلب الجيل الجديد من المواطنين ( دون الأربعين عاما ) بما كان عليه الوضع سابقاً وكيف كانت الأحوال الاقتصادية والظروف المعيشية والحياة الاجتماعية وطبيعة الأعمال التي يمارسها الرجال، وكذلك كيف كانت طبيعة الحياة داخل الأسرة وما تقوم به الأمهات والأخوات في البيت، إضافة إلى طبيعة التصميم المعماري للمنزل والحواري والدور الاجتماعي للمسجد، وهكذا من الأمور الكثيرة التي ترتبط بتراثنا الوطني الجميل الذي يجب أن نفتخر به ونعلمه لأبنائنا ( ذكورا وإناثا ) من خلال المدرسة والأسرة مع المحافظة والإبقاء على وجود الأحياء القديمة دون هدم وإزالة، بل الأمر يتطلب المحافظة على المنازل والمنشآت القديمة وتطويرها لتكون معالم ترفيهية وجاذبة للمواطنين لقضاء أوقات الراحة والاستمتاع بها مع أسرهم وأبنائهم، مع إحياء نماذج للمهن القديمة التي كان يمارسها الناس ليطلع عليها الجيل الجديد ويعرفون تاريخهم وتطور بلادهم. إن العديد من الدول المتقدمة تهتم بصورة كبيرة بالمناطق والأحياء القديمة وتسعى بشكل مستمر الى تطويرها وتجديدها مع المحافظة على طبيعتها التاريخية، بحيث أصبحت هذه المناطق مراكز جذب للمواطنين والسياح معاً، نظراً للمتعة التاريخية لوجود كافة الخدمات التي يحتاجها الزائر سواءً من جيل الآباء والأمهات أو من جيل الأبناء الشباب ( ذكورا وإناثا ) مثل المقاهي والمطاعم ومراكز الترفيه وغيرها، لذلك علينا في وطننا الغالي سرعة المحافظة على ما تبقى من تراثنا الوطني وتطويره بصورة صحيحة .. وإلى الأمام يابلادي. مقالات سابقة: د.عبد الرحمن الربيعة القراءات: 84