قالت دراسة حديثة تعد الأكبر من نوعها نشرت في مجلة "نيتشر"، عن إمكانية تحديد الجذور الجينية المرتبطة بمرض انفصام الشخصية "الشيزوفرينيا"، حيث وجد الباحثون من خلال تحليل الحمض النووي لـ 150 ألف شخص أن المرض يرتبط بـ 108 مراكز في الحمض النووي للإنسان، فيما كانت دراسات سابقة قد حددت 30 مركزا فقط. ويجعل مرض انفصام الشخصية من الصعب على الأشخاص المصابين به فصل الواقع عن الخيال. ورغم أن أعراض هذا المرض تبدأ في مرحلة مبكرة من سن المراهقة، إلا أن تشخيصه يتم في سن 45 عاماً. ووفقا لـ "سي إن إن" أشار المعهد الوطني للصحة العقلية في الولايات المتحدة إلى أن مرض انفصام الشخصية يصيب ما نسبته 1 في المائة من السكان، موضحاً أن وجود شخص مريض في العائلة مثل الأم والأخ يزيد من احتمال إصابة الأشخاص المقربين جداً في العائلة بالمرض أكثر بعشر مرات. وساد الاعتقاد لفترة طويلة من الزمن أن هناك نوعا من الارتباط بين أمراض المناعة الذاتية وانفصام الشخصية، ولكن أكد العلماء على ارتباط المرض بالجينات الوراثية المرتبطة أساساً بوظيفة الدماغ العصبية والجهاز المناعي. وقال الباحث المشارك في الدراسة جوردان سمولر، إن فهم التركيبة الجينية للمرض يمكن أن يساعد على علاجه بشكل أفضل. وأوضح الباحث مايكل أودونوفان في معهد "برود،" أي أحد المعاهد المشاركة في الدراسة أن "الكم الهائل من النتائج الجديدة تتضمن إمكانية تطوير علاجات لمرض انفصام الشخصية، في ظل توقف العمل على تلك العلاجات على مدى الـ 60 سنة الماضية". ورأى سمولر أن وجود علاقة بين الجينات الوراثية والمرض لم تصل بعد إلى المستوى الذي يمكّن من استخدامها بمثابة اختبار تشخيصي. وبالتزامن مع هذه الدراسة، أعلن معهد "برود" عن حصوله على منحة بقيمة 650 مليون دولار قدمها رجل الأعمال، تيد ستانلي في ولاية كونيتيكيت الأمريكية، بمثابة هدية من أجل دعم أبحاث وعلاجات الاضطرابات النفسية. وتجدر الإشارة، إلى أن هذه المنحة تعتبر الأكبر للبحوث النفسية في التاريخ.