الإخوة الفلسطينيون منذ سنوات عديدة والى الآن وهم منقسمون سياسياً وقيادياً وشعبياً وجغرافياً وإعلامياً وأمنياً وإدارياً وهو انقسام وصل في بعض مراحله ودرجاته إلى الخلاف الحاد والاقتتال والحرب ؟؟ هذه الانقسام كان الضربة الموجعة للقضية الفلسطينية وصفعة مؤلمة على الجبين العربي !! انقسام اضحك إسرائيل وأسعد أعوانها كثيرا على الحال العربي !! انقسام نسف كل الجهود لحل القضية الفلسطينية فضاعت قضية القدس وضاع معها الأبرياء الفلسطينيون !! فقد انصرف العرب في هموم ومحاولات لرأب الصدع الفلسطيني الفلسطيني وحفظ ماء الوجه العربي أمام شعوب العالم من خلال اجتماعات مكوكية ومداولات ومؤتمرات ولكن للأسف فشلت جميع هذه المحاولات إلى يومنا هذا, ومما يحز في النفس ان المؤشرات الراهنة تؤكد أن لا أمل في حل هذا الخلاف. هذا الصراع الفلسطيني القى بظلاله السلبية على الوحدة العربية فتفاقمت الخلافات العربية وانشغل العرب قادة وشعوبا بهذا الصراع الفلسطيني الذي احزن الأمة العربية والإسلامية وأثار استغراب كل شعوب العالم فانقسم الموقف العربي شعوبا وقادة الى فريقين مما أتاح الفرصة إلى دخول أطراف غير عربية رأت أن في هذا الخلاف الفلسطيني واستمراره فرصة عظيمة لمكاسب كبيرة لها! لذلك مع هذا الوضع الفلسطيني المحزن والموقف العربي المتشتت كان من المتوقع حدوث مثل هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم والمتكرر الذي يشهده العالم اليوم على غزه وسكانها الأبرياء وبأبشع صوره .. وهو اعتداء يخشى انه سيستمر وقد يتكرر لاقدر الله وبأسوأ الصور بسبب هذا الانقسام الفلسطيني ؟ في ظل هذه الأحداث المؤلمة لازال بعض الإخوة الفلسطينيين يكابرون ويرفضون الاعتراف علنا بأن موازين القوة بين الفلسطينيين خاصة والعرب عامة وبين إسرائيل في غير صالح العرب إطلاقا وان المواجهة مع إسرائيل مواجهة خاسرة للعرب وللفلسطينيين مهما حاول العرب والفلسطينيون خاصة التمسك بشعارات المقاومة والصمود وما الى ذلك من شعارات براقة وترديدها في وسائل الإعلام وهي شعارات أهلكت الشعب الفلسطيني ومعه اللبناني على مدى عشرات السنين واستنزفت خلالها عشرات الآلاف من أرواح الأبرياء العزل الذين لا ذنب لهم سوى أنهم وقعوا ضحية رأي قيادات فلسطينية تعنتت وكابرت كثيرا وتمادت .. قيادات توارثت ترديد شعارات أزلية لاتقاوم الصورايخ والطائرات والدبابات فكان الضحية الأولى في مثل هذه المواجهات هم الأبرياء والنساء والأطفال .. أما محرضو مثل هذه المواجهات من قادة وزعماء وغيرهم وإعلاميين ومرددي شعارات الجهاد والمقاومة والحماسة والشهادة والصمود والكفاح .. الخ نراهم يقيمون مع زوجاتهم وأسرهم في أوربا والخليج وينعمون بالأمن والرخاء الشخصي ورغد الحياة واللهو والأكل والشرب والمسكن ويلبسون اغلى الملابس وهم في منأى تام من أي خطر من هذه المواجهات !! وهذه حقيقة شئنا ام أبينا.. ليس هذا انهزاما بقدر ماهو واقع مر ومؤلم علينا جميعا ان نعترف به حفاظا على ماتبقى من أرواح الأبرياء !! والدليل انه بعد قيام فلسطينيين باختطاف ثلاثة اسرائيليين وقتلهم بتاريخ 13/6/2014 م شنت إسرائيل حربا شرسة على غزة وسكانها قتلت خلالها الى اليوم أكثر من 700 فلسطينيا والمصابون تجاوز عددهم 3000 وهدمت مئات المساكن وشردت مئات الأسر ولازالت الحرب قائمة ؟! فأي جهاد وأي كفاح وأي صمود ينشده أثرياء غزة المقيمون في الخارج وضحيته فقط هم الأبرياء والفقراء والنساء والأطفال؟ أن مايحدث في غزة اليوم هو نتيجة طبيعية ومتوقعة لوضع فلسطيني وعربي لايسر . أسبابه ودوافعه مخطط لها منذ سنوات من جهات خارج الإطار العربي وتحديدا من إيران وإسرائيل فبعد معركة حرب أكتوبر عاش العرب في لذة الانتصارات لسنوات قليلة .. خلالها ظهر الخميني على الساحة وحدث التحول في إيران فجاءت أحداث إيران لتوقف مسيرة تطور العرب عسكرياً لتكون بداية سقوط الوحدة العربية فقد وضح أن إيران أدركت انه لن يقوم لها شأن ولن تستطع بناء نفسها ونشر مذهبها إلا على أنقاض الوحدة العربية. من هذا الهدف نجحت إيران في التوافق التام مع إسرائيل ثم بدأت في ممارسة التفكك العربي شعوبا وساسة وحدودا فبدأت في لبنان ثم في سورية ثم في العراق ثم في فلسطين ثم في اليمن .. وقد حاولت في دول الخليج العربي وفي مصر ولكن أرادة الله سبحانه وحفظه لهذه المنطقة وشعوبها ثم بالحكمة استطاع قادة (بعض) الدول الخليجية تدارك هذا المخطط الإيراني المذهبي فقادت المملكة ودولة الإمارات العربية ومصر بكل شجاعة وحزم مواجهة هذا المخطط وأفشلته وقضت عليه في مهده وأنقذت الخليج العربي ومصر من العبث الإيراني .. بل وكشفت بان النوايا الإيرانية هي ابعد وأعظم من ذلك !!