بقلم : علاء عبدالحي ملا أعتقد أننا نحتاج للتوقف عن النظر تحت أقدامنا فقط؛ مللت من أنانية أغلبنا وعدم تفكيرهم بطريقة مستدامة في كل مشروع أو كل خطوة نقدم عليها؛ فنحن من ناحية الاستهلاك وصولاً إلى (الإسراف) وتخريب البيئة تقدمنا في هذه الأمور السلبية على الكثير من الدول التي تفوقنا في التعداد السكاني وحتى المقدرة الاقتصادية؛ إضافة إلى كوننا لا نهتم بما ستفرزه الأجيال القادمة للأمة؛ في أيام نرى فيها بعض أبنائنا المراهقين يفضلون الذهاب إلى دول الصراع طلبًا للموت ولقاء الحور العين؛ ويتركون بناء حضارة بلادهم !!. يجب أن نتلمس الخطر قبل أن يستفحل ويدمر أبناءنا، وقد وصلت بعد قراءة وتفكير عميق في هذه القضية إلى أن أسباب تحول الطفل العربي بشكل عام إلى (كسول ينتظر الموت) كما يلي: 1- ثقافة الموت السائدة في المجتمع؛ حيث يتم تدريب الطفل من سن السابعة على (الاستعداد للموت)؛ بالتركيز على جانب ديني سليم بأن الحياة فانية؛ ما يصل بالطفل إلى فكرة (لا داعي لأتعب نفسي في حياة فانية)؛ بينما كان من المفترض تدريبه على كيفية الحياة وتنفيذ الأمر الإلهي بإعمار الأرض؛ وهناك حديث شريف موضوع بهذا الصدد (أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا وإعمل لأخرتك كأنك تموت غدًا)، وفيه توجيه بالعمل بمبدأ (التنمية المستدامة) في أعمال الدنيا، وهو مدعم قوي للتوجيه بإعمار الأرض، كما أنه يحذر من ارتكاب المعاصي بالتحذير من قرب الموت. 2- القمع الفكري الناتج عن سقف حريات يرتفع حتى عنان السماء ثم ينزل فجأة ليقصف الرقاب. 3- التربية على العنصرية من ناحية المناطقية والنسب؛ وأخيرًا ظهرت (العنصرية الفكرية)؛ فأصبح الرفض للأخر وشتمه مع تقديس المنتمي لك وإن كان حقيرًا. 4- انعدام القدوة؛ فالأباء اليوم عاشوا في نفس هذه البيئة وانزرعت فيهم ثقافة الموت والعنصرية بشكل كبير؛ فالجوهر واحد ولكن داخل قوالب بشرية مختلفة. النقطة الأخيرة تقودنا إلى ضرورة إعادة استقطاب (المعلم الأجنبي) أو حتى المعلم السعودي المثقف؛ أقول هذا لأن المعلمين الحاليين ينطبق عليهم القول (فاقد الشيء لا يعطيه)؛ ففي عقود سابقة وفد للمملكة العديد من المعلمين المنتمين للفكر المتشدد ومن جماعات أصبحت اليوم (ارهابية) بحكم القانون؛ هؤلاء المعلمين كان لهم دور كبير في نشر ثقافة الموت في أجيال متلاحقة بمجتمعنا؛ لكننا اليوم نحتاج إلى معلمين من بيئة سليمة وسطية سواء كانوا أجانب أم سعوديين من مناطق وبيئات (سليمة) فكريًا؛ لحماية رجال الأجيال القادمة من (الأهوال الفكرية) التي وقعنا فيها اليوم؛ وإلا فإن التاريخ سيعيد نفسه؛ وقد أخبرنا النبي المصطفى في الحديث الشريف بأنه (لا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِن جُحْرٍ مَرَّتَيْنِ)؛ وفق الله بلادنا والأمة الإسلامية لما فيه الخير والصلاح.