--> توقيف الموظفين السعوديين العاملين في سفارة المملكة في أحد طرق بيروت في حاجز لحزب ايران اللبناني لثلاث ساعات مع طريقة التعامل رغم معرفة الحزب بصفتهم ، ثم تزامن ذلك مع تكرار قائد من الحرس الثوري الإيراني أن ايران لن ترد على الضربة العسكرية المحتملة في الميدان السوري فقط في إشارة لمنطقة الخليج العربي ، ودراسة سلسلة من التصريحات المماثلة للجمهورية الايرانية في هذا السياق تُعطي مؤشراً واضحاً لهدف هذه الرسائل التي يجب التعامل معها بحذر ، فيما تُعلنه طهران صراحةً وليس الاندفاع في اتجاه قد يخدم هدف طهران ذاته ، في حال تطورت الأوضاع. هذه التصريحات أو الاستفزازات ليست جديدة وسبق أن تعرضنا لتحليلها حين صدرت بعد مضي عدة أشهر من اندلاع الثورة السورية ، وتحديداً في اللقاء الموسع مع قيادي في الحرس الثوري الايراني أجرته السفير اللبنانية المقربة من طهران ولم يُفصح عن اسمه ، وفيها تحدث بوضوح بلغة التهديد عن أن الرد الايراني للتطور السوري في الخليج العربي لن يكون تقليديا مشيرا الى مجموعات مؤيدة لطهران. هنا نحتاج أن نقف وقفات محددة وحذرة وعميقة مع مجمل هذا الملف : 1-ان حقيقة علاقات الجمهورية الايرانية على أساس الثورية الطائفية في المنطقة العربية معروفة وهو ملف ضمن مجمل التوسع الايراني الذي اعتنى به هذا القلم منذ 1984 . 2-ولكن هذا لا يعني أبداً أن يُصار الى خلق بروبغندا اعلامية في أحد التفاصيل التي تبعث بها طهران فتتحول أجواء الاحتقان إلى مساعد عملياتي للجمهورية الايرانية لتحقيق الغرض الذي تسعى له من توتير أو تفجير دون أن تصل هي بذاتها لهذا الفعل معتمدة على نتائج الرسائل المستفزة لبعض الأطراف أو الجهات . 3-نلاحظ من خلال هذا التركيز أن الجمهورية الإيرانية بهذه الرسائل هي من يسعى لتوتير العلاقة بين الجماعات البشرية والأقليات الطائفية مع مجتمعها أو دولها بمثل هذه الرسائل وكأنما تحضر لدفع المشهد عن عمد . 4-كل ما يصدر عن الرئيس روحاني في صدد التهدئة أو تغيير قواعد التعامل كأحد شخصيات ما يطلق عليه التيار الإصلاحي في إيران لا ينعكس على الأرض مطلقاً وبغض النظر عن مصداقيته من عدمها ، فمثل هذه التوجهات تخضع للمرشد لإقرار الجهاز المعنوي الخاص والمخابرات الايرانية وفرع الحرس الثوري المكلف بمثل هذه المهمات. أمام ذلك كله فإن الحيطة الامنية وقوة الممانعة الذاتية المطلوبة لا تتناقض مع الحذر من التقاط رسائل المصادمة أو الاستفزاز التي تبعثها الجمهورية الايرانية لخلط الأوراق وتصعيد التشاحن في المجتمعات المشتركة ، خاصةً في ظل مثل هذه المواجهات وما قد تُسفر عنه نتائج الضربة العسكرية إن وقعت ، وأخطر من ذلك أن تتداخل أطراف اخرى مع هذا التصعيد فتُنفذ عمليات منسوبة لهذه الجهة أو تلك في خلط أوراق خطير في المنطقة . ولذلك فإن الفرز بين مجموعات معبأة ايدلوجيا من منطقة الخليج العربي ومتورطة أمنيا كما جرى في المشاركة في القتال في السيدة زينب في الجامع الاموي وفي القصير وغيرهما ، وبين نقل هذه الحوادث ليُتعامل معها بصورة تعميمية ضد جغرافيا وطائفة بالكامل هو في ذاته هدف يخدم هذه التوجهات الايرانية التي قد تدفع باتجاهه، في حين قد تكون صور التقاط المشهد الإقليمي وخطورة الاندفاع في أي اجندات حاضرة في ضمير هذه الجماعة البشرية أو تلك الأقلية ويساعد أجواء الهدوء والفرز القانوني الدقيق في عدم دفع مناطقها لمثل هذه المواجهات. إن فهم هذه الرسائل مهم جداً ومصلحة عُليا للمجتمع والدولة في منطقة الخليج العربي ، خاصة في ظل ما يجري في سوريا ولغة التصعيد على توجهات اسلامية ووطنية اعلامياً في المنطقة ، وكأنما المشهد تُقام فيه حفلة صاخبة مضطربة مهيأ لأي تفجير اجتماعي في توقيت دقيق لا يخدم الا أصحاب هذه المشاريع المعلنة والسرية ، وتبقى قياسات رد الفعل وضبط البرنامج هي بيدر مهم حين تفقده يوما لا تستطيع استرداده ودرهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج. مقالات سابقة: مهنا الحبيل : -->