×
محافظة المنطقة الشرقية

سامي الجابر الأول في الحلقات الأعلى مشاهدة

صورة الخبر

لا أحد يمكنه تذوق جمال الإيمان كما هو في مذاق المؤمن، ولا أحد يمكنه أن يستشعر لذة الراحة والطمأنينة والسكينة التي تنزل على الروح عند رفع الأكف الراجية رحمة الله، كما يستشعرها المؤمن. كم هي عظيمة رحمة الله بعباده حين من عليهم بأن جعل لهم طريقا للتنفيس عن الهموم والكروب بالتوجه اليه سبحانه بالدعاء والتضرع واعدا إياهم بالاجابة!! تضيق بذنوبك كثرة ويقشعر قلبك جزعا من غضب الله، فتؤوب إليه تائبا مستغفرا، فتنزل عليك السكينة ويظللك الاطمئنان الى رحمة ربك الذي وعد عباده التائبين المستغفرين بقبول توبتهم. تسود الدنيا أمام عينك لأزمة تخنقك، لمرض أصابك، أو لحبيب غاب عنك، أو لرزق ضل طريقه إليك، فترفع كفيك الى السماء تستنجد برب كل شيء، فإذا بالسواد ينجلي واذا بالابتسامة تشرق على وجهك من جديد، قد لا يكون شيء من واقعك تغير، لكنه سحر الدعاء، الذي يسري في عروقك فيغسل دمك من سموم الاكتئاب والضيق التي تدمرك. ورغم ان باب الدعاء لا يغلق أبدا فهو مفتوح دائما على مدى الأربع وعشرين ساعة، إلا أن هناك أوقاتا رأى البعض انها الأقرب للاستجابة من غيرها، وفي مقدمتها ليلة القدر، فهذه الليلة كنز عظيم، يشرع أبوابه لكل الناس ليملأوا خزائنهم، لكن مع الأسف، لا ينهل منها الا قليل منهم ممن رزقوا الحظ العظيم. ومثلها يوم عرفة الذي تفتح فيه أبواب الرحمة للذاكرين العابدين، وليلة النصف من شعبان، ومواسم الأعياد، وكذلك أوقات الثلث الأخير من الليل، وساعات السحر، وما بين الأذان والإقامة، وأثناء الصلاة وبعدها، فجميعها أوقات شريفة مباركة يتوخى فيها قبول الدعاء. وحين بشر الله عباده باستجابة دعاء المتضرعين إليه، لم يحدد أماكن معينة لإجابة دعائهم، لكن الناس يتوخون أن بعض الأماكن المقدسة هي أدعى لأن يستجاب فيها دعاءهم مثل جوار الكعبة وعند الملتزم والحطيم وعند مقام ابراهيم وفوق جبل عرفات وفي المساجد وفي مقدمتها الحرمان الشريفان. لقد وعد الله، الذي لا يخلف الميعاد، كل عباده المؤمنين بإجابة دعائهم متى أخلصوا النية وألحوا في الدعاء، إلا أنهم في بعض حالاتهم يكونون أقرب وأدعى أن يستجاب لهم كأن يكونوا في حال سفر أو صائمين أو مرضى أو يتعرضون لظلم، كما أنه سبحانه خص الوالدين بفضله فجعل دعاءهما أدنى للإجابة. اللهم وفقنا جميعا إلى عبادتك على الوجه الذي يرضيك عنا، وارزقنا صالح الدعاء الذي يقربنا إليك وتقبل منا برحمتك يا أرحم الراحمين.