×
محافظة المنطقة الشرقية

سعودية تنشئ «دارًا جديدة» ليتيمات الأحساء

صورة الخبر

--> في مقالتههل ثقافتنا مجرد رقصات شعبية للأسبوع الماضي، بدا الزميل مشاري العفالق، في مواضع من مقالته، كمن أُدخل معصوب العينين في مكان مظلم، وَقِيل له هذا جناح المملكة العربية السعودية، ضيف الشرف في معرض بكين الدولي للكتاب. ثم بدأت آلة تسجيل تضخ في فضاء المكان تسجيلات لرقصات شعبية :عرضة، وخطوة، ودحة، وسامري، وقزوعي، وعاشوري وقادري..إلخ . ثم أُخْرجَ من الجناح، الموضوعية تحتم توزيع اللوم على الزميل العفالق وأولئك المثقفين من جهة، وعلى وزارة التعليم العالي من جهة أخرى. يستحق الزميل العفالق اللوم لأنه لم يجتهد في طلب المعلومة ومزيد من المعرفة بمشاركة المملكة في المعرض، لأنه لو فعل لاكتشف إعداد وتنفيذ برنامج من خمس عشرة ندوة ومحاضرة؛ وكانت تلك الندوات، وكما تمنى، مصحوبة بالترجمة الفورية من الصينية إلى العربية، ومن العربية إلى الصينية لوجود مشاركين من الصين في جميع الفعاليات عدا اثنتين. وطُلِبَ منه وصف جناح المملكة، فكان أن قال إنه مجرد رقصات شعبية. وكان صادقاً في كلامه لأنه لم يرَ شيئا بسبب العصابة التي أُحْكِمَ رَبْطُها على عينيه وبسبب الظلمة الدامسة في المعرض والصمت الرهيب الذي تشظى وتلاشى من المكان لحظة ازدحامه بأصوات المؤدين للرقصات الشعبية. كان الجناح المظلم والصاخب بأصوات المؤدين وايقاعات الدفوف ، والموقف كله، يشبه غرفة إفلاطون المظلمة وفيلها المشهور. ولم يكتشف الزميل العفالق-وأنّى له ذلك-أن صخب الرقصات الشعبية كان ينبعث من مصدر خارج الجناح. وهذا ماحدث بالفعل، فالرقصات الشعبية، التي لا تمثل ثقافتنا بحسب العفالق، قُدِّمَت كلُّها في مكان آخر، خلال حفل افتتاح معرض بكين للكتاب مساء الثلاثاء، قبل افتتاح الجناح السعودي صباح الأربعاء، وصاحبت العرضة افتتاح معالي وزير التعليم العالي للمعرض، ثم اختفت ولم يعد لها وجود، مثلما اختفت الرقصات الأخرى قبلها، ليبدأ ،وفي نفس اليوم، ما لم يره أو يعلم به الزميل العفالق، وانتقد الجهة المنظمة على غيابه، أي برنامج ثقافي يشارك فيه ،كما تمنى، مجموعة من الأدباء والمثقفين السعوديين لتنظيم أمسيات أدبية وفكرية وثقافية منوعة في الصين ودول العالم،وعلى أقل تقدير لاستغلال فرصة مثل هذه مع توفير مترجم لنقل ماوصل اليه ابناء هذا الوطن(اليوم، 3/9/2013). يبدو أكيدا أن الزميل العفالق-وربما الكثير غيره- كان في الظلام عمّا حدث في الجناح وما احتواه، وإلاّ لما كتب عن غياب البرنامج الثقافي، وأشار الى أن قلة من المثقفين علمت بمشاركة المملكة في المعرض بصفة ضيف شرف الدورة العشرين لمعرض بكين. الموضوعية تحتم توزيع اللوم على الزميل العفالق وأولئك المثقفين من جهة، وعلى وزارة التعليم العالي من جهة أخرى. يستحق الزميل العفالق اللوم لأنه لم يجتهد في طلب المعلومة ومزيد من المعرفة بمشاركة المملكة في المعرض، لأنه لو فعل لاكتشف إعداد وتنفيذ برنامج من خمس عشرة ندوة ومحاضرة؛ وكانت تلك الندوات، وكما تمنى، مصحوبة بالترجمة الفورية من الصينية إلى العربية، ومن العربية إلى الصينية لوجود مشاركين من الصين في جميع الفعاليات عدا اثنتين. في الصين لم تقتصر الفعاليات على رقصات مستهلكة بأزياء تراثية وعرض للجمال في اختصار مخل للثقافة الوطنية التاريخية والمعاصرة، كما يعتقد الزميل العفالق؛ فإلى جانب الكتاب بالعربية، حضر الكتاب المترجم للصينية(أكثر من 50 كتاباً)، بالاضافة الى عناصر أخرى من مكونات الثقافة توزعت على مساحة لا تتجاوز ألف متر مربع. وهي مساحة صغيرة بالمقارنة بما يُوفر لضيف الشرف في المعارض الأخرى بحسب تصريح معالي وزير التعليم العالي لإحدى الصحف المحلية. يأتي بي هذا الكلام إلى السؤال التالي: هل ظهور الجناح السعودي بالصورة التي ظهر بها كان بناء على الوصفة، أو التصور الصيني لطبيعة وحجم مشاركة ضيف الشرف ، ولهذا غابت دور النشر في السعودية عن الجناح تخطيطاً ومشاركة في المعرض؟ فكأن الصغر النسبي لمساحة جناح ضيف الشرف تجسيد لاختلاف الرؤية الصينية لنوع وحجم مشاركات ضيوف الشرف في معرضها؟ سؤالان لا يستطيع الإجابة عنهما طرف آخر غير وزارة التعليم العالي؛ كما عليها مواجهة مسئولية تقصي أسباب ضعف التغطية الإعلامية لمشاركة المملكة في معرض بكين. لايمكن إلقاء اللوم كله على الناس؛ أقترح أن تراجع خطتها الاعلامية! Twitter:@RashedAlkhaldi مقالات سابقة: مبارك الخالدي : -->