فيما تعد موائد إفطار المساجد من العادات التي تتجدد في رمضان منذ عشرات بل مئات السنين، خاصة المساجد الصغيرة سواءً في المدن أو القرى، حيث يشارك في إعداد الإفطار أهل الحي، إلا أن البعض يعتبرها أحد أنواع المساس بهيبة المساجد. ترابط ووصال ويرى منصور بن محمد أحد مؤذني المساجد أن الإفطار الجماعي في المساجد يساعد على الترابط بين أهالي الحي ويزيد من الجانب الإيماني لديهم، ويساهم في تعارف بعضهم على بعض، بالإضافة إلى التشجيع على الحرص على أداء الصلاة في جماعة، لافتًا إلى أن بعض أئمة المساجد والمشايخ يرون أنه يترتب على الإفطار داخل المساجد بعض الأضرار التي تؤثر على روحانية الصلاة كترك بقايا بعض الأطعمة إلى جانب الروائح الكريهة التي تنتج عن دخول بعض الأكلات. تعاون على البر وأضاف أحمد الوني إمام أحد المساجد التي يقام فيها إفطار جماعي أن الأكل في المسجد طالما أنه لا يلوثه ويحافظ على فرشه ولا يهان بفعل ذلك، فإنه لا بأس به لما فيه من التعاون على البر، إضافة إلى أن فيه إطعام للفقراء والمساكين الذين يشاركون الصائمين وجبة إفطارهم في المساجد، بالإضافة إلى أنه يتيح الفرصة لإطعام ابن السبيل الذي يمر من هذا الحي وتلك القرية فيفطر مع إخوانه، وقد ثبت من الوقائع التي تدل على أن الأصل إباحة ذلك. وقال: «عادة ما يحرص أئمة المساجد على التنسيق مع الجمعيات الخيرية لإحضار وجبات إفطار يومية للمساجد، لإفطار العمالة والجميل في هذا الشيء مشاركة أهالي الحي العمالة إفطارهم، إضافة إلى ما يأتون به من إفطار من منازلهم». الحرص على النظافة وذكر المواطن يوسف المالكي أن الإفطار في المساجد شيء جيد وله نكهة خاصة، مستدركًا بأنه يجب على أهالي الحي، خاصة المفطرين في المسجد التنبه إلى عدة أمور منها إزالة روائح الأكل بعد الانتهاء من الإفطار وعدم اتساخ فرش المسجد لأن ذلك يعتبر عدم احترام وإهانة للمسجد وهذا لا يجوز ولو كان الإفطار في زاوية مخصصة خارج حرم المسجد الداخلي لكان أفضل. وقال مبارك يحيى: «غالبًا ما نشاهد في موائد الإفطار في المساجد العمالة وفيها أجر كبير لأهالي الحي لأنه يعتبر تفطير صائم فالكثير من أهالي الحي يحرصون على تفطير العمالة سواءً في المساجد عن طريق الإفطار الجماعي أو عن طريق موقع سكنهم وإيصال وجبات الإفطار لهم».