شاع في الغرب في العقود الأخيرة تعبير بالإنجليزية بقال له (مستر فكس إت) - ويقصدون بها ابحث لك عن واسطة. عندنا مصطلح مماثل وهو (دبّر امورك) - ليس بمعناها الحرفي بل المجازي. أعجب من هذا المصطلح، وكيف هو قادر على أن يكون أي شيء فأهل نجد يقولون "ماله سنع" بفتح السين والنون وسكون العين وتعني معنيين. أولهما أن الأمر في غير محله، وثانيهما أن صاحب الشأن أو صاحب المصلحة لن يحصل على شيء مما كان يصبو إليه. و"يُسنّع" فلان أي يُنجز له ما أراد. كما أن عبارة "أهل السّنَع" عند أهل نجد تعني أصحاب الخبرة أو أهل المعرفة بالأصول والأعراف. وأوردتُ العبارة الانجليزية أعلاه MR.FIX IT لأن الأمريكيين أطلقوها على واحد من سماسرة السلاح إبان السبعينات من قرننا الماضي. ودخلت في أدبياتهم، حتى أنني قرأتها بأكثر من كتاب وسيرة حياة لرجل أو رجال كانوا يسنعون" مسألة بيع السلاح وقطع الغيار لدول المنطقة. وأسماه الأمريكيون "مستر فيكس إت" أي "سنّعها" أو "راعي السنع". والباحثون في أعماق جذور الكلمات الإنجليزية لن يجدوا كثرة استعمالها إلاّ عند الأمريكيين فهي ليست موجودة في قاموس اكسفورد إلاّ بمعناها المجرّد وليس المجازي. وبداية تجارتنا الخمس نجوم مع أمريكا بدأت بهذه المصطلحات التي تقول لشعوب المنطقة ما معناه أننا دائماً نجد من يُسهّل لنا الصعب. ولاخيار للأمة في هذا..! ما دام "السّنع" بيد السيد فيكس إت - MR.FIX IT. من هذا أستنتج أن أمريكا هي التي وضعتنا إزاء حالة من الرداءة الثقافية يقف فيها الفكر الإصلاحي الصادق بعيداً عن دائرة التأثير والفعل في مجريات أمور وطنه وأمته. مستر "فيكس إت" وغيره من "المساتر" هم أحد عوامل المعاناة. ثم يأتينا منهم من يقول لنا مناهجكم التربوية متأخرة..! وظلام..! فغيروها. أتريدون مناهج تُنتج نفس مستر فيكس إت أو نسخة مطوّرة منه؟