×
محافظة المنطقة الشرقية

حفل الأهالي بالمسرح الروماني بمنتزه الملك فهد وكيل إمارة منطقة نجران يتقدم المصلين في عيد الفطر المبارك

صورة الخبر

.. قايس بعض طلبة العلم مدة صلاة ركعتين بأقل واجباتهما، فصلى أحدهم وهم ينظرون إلى الساعة، وفيما هو يصلي قرأ الفاتحة فقط وركع دون أن يقرأ ولو آية واحدة بعدها باعتبار قراءة الفاتحة هي الواجب وقراءة ما زاد عليها سنة .. ثم لم يزد في ركوعه على مقدار قوله سبحان الله ثم رفع .. وقال سمع الله لمن حمده الحمد لله ثم هوى ساجدا، وقال: سبحان الله ثم كبر ورفع وقال: رب اغفر لي ولم يزد وهكذا فعل بقية واجبات الصلاة في ركعة ثانية. فلما جلس للتحيات قال: التحيات لله السلام على رسول الله السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وآله كما صليت على إبراهيم وآله .. ثم سلم. أي أنه ما أتى بشيء من السنن واكتفى بالواجبات فقط وعندما سلم سألهم: كم مدة هذه الصلاة؟ قالوا له: حسبنا لك 46 ثانية منذ أن كبرت حتى سلمت. لكن صديقا لي حاول أن يختصر ركعتي سنة الضحى كما فعل طالب العلم ذاك إلا أنه زاد آية: {إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون} بعد فاتحة الركعة الأولى وكذلك بعد فاتحة الركعة الثانية كرر نفس الآية اختصارا للوقت .. وحاول كما قال التركيز. وكانت النتيجة أنه حسب هاتين الركعتين المختصرتين في 75 ثانية وقال: أما التركيز فكان على الوقت .. ولم يكن من حظ الخشوع إلا أقل من 15% وحظ الحضور مع ما ينطق به اللسان وتتحرك به الشفتان 10بالمائة .. لأن ذهنه كان كمثل قافز الحواجز .. يريد أن ينتهي من الصلاة بأسرع ما يمكن .. وقد زاد على طالب العلم ذاك بنصف دقيقة تقريبا. إن روح الصلاة هو الخشوع .. وروح الخشوع هو الفاتحة .. لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: من لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصلاته خداج ـ أي معطلة ـ أو كما قال عليه الصلاة والسلام .. وورد في القرآن {قد أفلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون} .. فالخشوع هو المطلوب .. والحضور مع الله يثبت هذا الخشوع، وقد قال العلامة الباكستاني الهندي الأصل أبو الأعلى المودودي: إن الفقيه ينظر إلى أركان الصلاة فإن أدى المصلي هذه الأركان كاملة فالصلاة مقبولة أما المتصوف فينظر إلى خشوع العابد .. فإن صلى وهو متعلق بالله مدرك لما يقول خاشع حاضر خاضع فصلاته هي الصلاة الحقيقية. وأختم بقول المصطفى عليه الصلاة والسلام: أول علم يرفع من الأرض الخشوع حتى إنك لتدخل المسجد الجامع فلا تجد فيه خاشعا» أو كما قال عليه الصلاة والسلام. لكن من صلى لله فقد أدى ما افترضه الله عليه وبعد ذلك تأتي الدرجات .. فمنهم من يحقق ربعها ومنهم من يحقق عشرها ومنهم من يزيد أو ينقص .. لكنه يعتبر أدى ما عليه، والله أعلم. السطر الأخير: قال تعالى بسورة الأنفال: {أولئك هم المؤمنون حقا لهم درجات عند ربهم ومغفرة ورزق كريم}