×
محافظة المنطقة الشرقية

الخبر تكمل استعدادتها لاستقبال الزوار والسياح

صورة الخبر

ونصل حديثنا بما سبق عن حناجر حملتها قراءة القرآن الكريم. إذ تنامى علم القراءات بالتوازي والعلوم الحافة باللغة والنحو والفقه. غير أن علوماً رديفة نشأت لتأصيله من صلب موضوعه الأساسي أي القراءة كالرواية بالتواتر والإجازة ورسم المصحف وأحكام التجويد والشرح والتفسير بالإضافة إلى تداخل علوم أخرى مثل علوم اللغة كالنحو والبلاغة والنقد وتشابكه مع علم الحديث والفقه. ويَفْضُل القارئ على من سواه بالرواية المجازة وإتقان الحرف العربي وإقامة أحكام التجويد. فقد ظلت أساسيات هذا العلم معتمدة على التلقين الشفوي وإتقان رواية واحدة وهو ما أدى لاحقاً الى حصر القراءات في بعض عما سواها بحسب ما يقول الباحث محمد المختار ولد أباه في كتابه "تاريخ القراءات في المشرق والمغرب" (2001) وقد تفرعت القراءات في زمن الرسول متعلقة بشخص القارئ نفسه رغم اجتهادات تصنيف القراءات السبع على قدر الأحرف السبعة إلا أن الظواهر اللهجية متغيرة ومتنوعة في الدرجة الصوتية واللغوية والمعجمية والبلاغية. وقد بزغت حسب متون ومدونات رسم المصاحف وطبقات القراء عند علماء العربية من الشرق إلى الغرب كالسجستاني والجزري والذهبي والداني والسخاوي وساجقلي زادة وسواهم -وهذا بعيد عن الصراع السياسي وأسبابه ونتائجه- ثلاث قراءات تمثل الأقاليم المقطونة من أهل ناطقي لغة الضاد وهي القراءة الحجازية والقراءة اليمنية والقراءة النجدية يمثلها آباء القراءة الأوائل وهم عبدالله بن مسعود وأبو موسى الأشعري ونافع بن عبدالرحمن. برغم أنه درج في القراءات ورجالها تسبيعها وتعشيرها حتى فاقت الأعشار إلا أنها صفت على ثلاثة لدواع دراسية وتأملية بعد بحث إذ تأمل ذلك مؤلفو الطبقات أنفسهم لعل الجزري (1136-1206) تنبه إلى ذلك في مؤلفه "النشر في القراءات العشر" حتى حين أنجز كتابه في تراجم القراء وطبقاتهم "غاية النهاية في طبقات القراء". توالت سلاسل تلاميذ هؤلاء القراء تترحل مع هجرات بشرية متعددة الأسباب من سياسية واقتصادية إلى المستوطنات المستحدثة كالبصرة والكوفة ودمشق والفسطاط.. وقد مرت بعض القراءات بالانتشار والانحسار بحسب المتغيرات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بالإضافة إلى عملية التمايز بين بلد وآخر في التطور الحضاري وما يتبع من صراع تمثيلات التدين الإسلامي. إذ توسعت دائرة قراءة القرآن في الحياة الاجتماعية والسياسية إلى خارج إطار الصلاة والتعليم نحو مناسبات دينية عدة درجت عند المسلمين بحسب توالي الحقب وتكريس متطلبات المجتمع خاصة وأن الدين يرافق الإنسان من المهد اللحد.