×
محافظة المدينة المنورة

أمير المدينة يشارك رجال الأمن إفطارهم في الميدان

صورة الخبر

قراءة الأحداث ومشاهدتها مؤلمة.. وتحليلها بصورة منطقية وعقلانية يُعد أكثر إيلاماً وتعقيداً. ما يحدث في غزة، يؤكد حقيقة واحدة أن الكيان الصهيوني منذ نشأته، ومنذ بداية تاريخ النكبة الفلسطينية سنة 1948م، يستنزف الدم الفلسطيني، ويفكك قوات الجيوش العربية ويضعفها، ويثير حفيظتها ويغلي دمه اشتداد ساعد المقاومة، وكلما اشتدت وامتدت ذراع المقاومة الفلسطينية على الغطرسة الإسرائيلية الغاشمة، يزداد العدو الصهيوني شراسة وتجبراً. رؤساء وزراء العصابة الإسرائيلية التي تعاقبت على الحكم منذ عهد ديفيد بن جوريون، تتمسك به القيادات العسكرية الصهيونية كمبدأ تأخذ به، مواجهة أي عملية فدائية تقوم بها المقاومة الفلسطينية بفصائلها الفتحاوية والجهادية والحمساوية، برد أشد، غارات جوية، هجمات صاروخية كقوة رادعة تستخدم فيها كل أنواع الأسلحة المحظورة وغير المحظورة، بل هي كثيرا ما تهيئ لهذه الهجمات. ما يحدث في غزة اليوم، هو نفسه ما حدث خلال الثورة المصرية، إبان حكم الإخوان القصير، ومبادرة الرئيس مرسي الشهيرة. ويبدو أن الصهيونية تغير من خططها وتزداد وحشيتها حين تأتي الرياح على غير ما اشتهت وخططت. المنطقة وما يدور فيها من أحداث، انتهاء بما نشاهده اليوم ويؤلمنا في قطاع غزة وما يحدث من إبادة جماعية للشعب الفلسطيني، لا يسلم منها كل ذي كبد رطبة. يؤكد أن الأخطار في المنطقة مازالت محدقة بها وإذا كانت إسرائيل تمارس وحشيتها في ظل فشل دولي لإدانة الأعمال الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضد الإنسانية بما يتعارض مع الأعراف والمواثيق الدولية، فإن الصمت العربي أشد غرابة وتعجباً، ولكنهم غير ملومين فلديهم ما يشغلهم، ويكفيهم ما هم فيه من عدم استقرار نتيجة الفوضى غير الخلاقة التي تعمهم. القوى الصهيونية بدعم من الغرب يريدون تغيير خارطة العرب، ويريدون من العرب أن يتغيروا لصالحهم، بينما إسرائيل وعصابتها لا تتغير، ولا يريدونها أن تتغير..لا في سياستها ولا في أهدافها حتى من أجل سلام حقيقي ينشدونه في المنطقة. ما قاله الرئيس باراك أوباما في مقر منظمة أيباك الداعمة للصهيونية، وما صرحت به المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، في تعليقهما على ما يحدث في قطاع غزة، أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها والقضاء على الإرهاب، متغاضين عن الأعمال الإرهابية الوحشية التي تقوم بها إسرائيل ضد الفلسطينيين، والتاريخ حافل بكل الجرائم الوحشية التي تقوم بها، بما يؤكد أن سياسة أمريكا ودول الغرب تسير بنفس النهج وتكرر نفس الأخطاء، في جنيها ثمار سياسة الفوضى الخلاقة التي أبدعتها في الشرق والأوسط،. بهذه المعايير المزدوجة وهذه السياسة غير العادلة التي يمارسها الغرب، لا يمكن أن يتحقق السلام ولا يمكننا أن نقتنع بأن الأمم المتحدة أنشئت من أجل المساواة والعدل والسلام بين دول العالم. ولا يؤكد إلا حقيقة واحدة أن الكيان الأممي بكل منظماته وهيئاته العدلية والحقوقية والسياسية أنظمة، شديدة الولاء للكيان الصهيوني وسياساته الإرهابية. إنهم يعلنون حربهم على الإرهاب. ويدينونه ويحاربونه إذا توافق مع مصالحهم. وبما يضمن سلامة إسرائيل التي تمارس أبشع جرائم الإرهاب في المنطقة والعالم. في كل مرة تفشل الصهيونية في تحقيق أهدافها، تجد إسرائيل ما يبرر لها ممارستها إرهابها العسكري، بغارات جوية وحشية أو اجتياح وحشي للتعبير عن غضبهم. إسرائيل وضعت اليوم نفسها في مأزق يشبه كثيرا ذلك المأزق الذي وقعت فيه بعد غاراتها على لبنان عام 2006. وفشلت أو جبنت عن خوض أي حرب برية. وتثار تساؤلات عديدة حول قبول حماس المفاجئ للمصالحة الوطنية بالشروط التي رفضتها من قبل، وتشجيعها لإسرائيل الدخول في حرب برية.. تلوح بها إسرائيل لاجتياح القطاع.