ـ الخبر الذي نشرته الاقتصادية الأسبوع الماضي لا يستحق كل هذه «الدوشة»، وهذا النفي المبالغ فيه، وكأنه جريمة ارتكبت بحق البلد؛ بل يعني أن كثيرا من أفكارنا وقراراتنا في كل ما يتعلق بالمرأة لا تزال هامشية جداً، وتدور في نفس الحلقة المفرغة والبائسة من الشك والعقد الميئوس منها. ـ أن تكون العائلة في المدرجات الرياضية؛ مثل أن تكون في المول، أو الحديقة أو صالة المطار، ولا فرق أبداً لكل عاقل طالما أنها ملتزمة بالضوابط والأماكن المخصصة التي جرت عليها وبها العادة في بلادنا. ـ وحتى لو تم السماح للعائلات السعودية بدخول الملاعب فلن يكون ذلك اختراقاً يوجب هذه الجلبة؛ إنه أمر عادي جداً، وستكون عائلات تتفرج وليست رابطة مشجعين ومشجعات، وسينصرفون بسرعة لتواضع ما يشاهدونه أصلاً!! ـ لكن ما الذي أوصلنا إلى هذه المرحلة البائسة من الفرح بمثل هذه القرارات العادية؟ ولماذا تخاف الجهات المعنية منها فتبادر بنفيها في اليوم التالي؟ ما الذي يجعل رعاية الشباب تؤكد أن السماح هو للعائلات الأجنبية فقط ثم تنفي السماح نهائياً وكأنها تورطت في كارثة لا سمح الله؟! ـ الخوف أن يُصبح السماح للعائلات بدخول الملاعب مثل السماح للمرأة بقيادة السيارة، وأن يقضي الناس وقتاً طويلاً حول مناقشة قضايا تافهة لا تستحق كل هذا النقاش الطويل والممل، وأن يستمر التعليق كما جرت العادة هو الحل ريثما يشب البعض عن الطوق!! ـ من حق العائلات السعودية التي ترغب في حضور المباريات أن يُسمح لها بدخول الملاعب؛ هذه رغبات فردية غير ملزمة لأحد، وفي النهاية هم سيشاهدون مباريات رياضية، فلماذا الخوف والجلبة؟ أما العائلات الأجنبية فلديهم متسع من الوقت في بلادهم لمشاهدة كل شيء!!