×
محافظة المنطقة الشرقية

أرامكو و«الكهرباء السعودية» توقعان اتفاقية لتسوية «مطالبات»

صورة الخبر

لكي نستطيع أنْ نتفهم مواقف (دول جامعة الدول العربية) في مواقفها إزاء قصف غزة، وأن لا نضع اللوم على مصر التي رفعت (مبادرة للسلام أو: الهدنة على الأقل!) فإنه يلزمنا أن نلوم وبعتاب مرّ (حركة حماس) التي ابتدأت بقصف إسرائيل في وقت ليس هو الوقت الملائم للحالة العربية المحاصَرَة بحروب جانبية ولكنها مؤثرة بشكل خطير. فالعراق هذه الأيام يتمزق بين مواطنيه بسبب أن حركة (داعش) تحتل مدينة (الموصل) إضافة إلى تراجع القوات العراقية عن هجومها على (تكريت) التي تحتلها (داعش) تماماً. هذا علاوة على ما تمرّ به (سوريا) و(ليبيا) و(فلسطين) وحتى (مصر) التي تحتل في المخيال العربي مكان البوصلة التي تشير بدقة وثقة إلى الأمكنة التي تهب منها أعاصير المنظمات الجهادية التي لا تتمتع بأي قبول على المستوى الدولي ولا على المستوى الإنساني، حيث وصلت حركات الجهاد المقنّع إلى (لبنان) الذي يكاد ينوء بحمله الثقيل من فراغ سياسي بسبب عدم انتخاب (رئيس) للبلاد وتحركات حزب الله والقوات اللبنانية بقيادة (سمير جعجع) الذي يتمظهر من خطابه السياسي شعوره بالكراهية تجاه المكوّن المسلم سنياً أو شيعياً وتمييزه المكشوف بين طوائف الوطن الواحد تحت شعارات ليس يمكنه العمل بموجبها مثل الديموقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية مع سوء تقدير الدول الكبرى والشقيقة للبنان لما يجري فيه من تصفيات وما يتضمنه خطابه من تناقضات وعدم ولاء للوطن. إنه لم تكن لتكون مجزرة (غزة) لولا اندفاع حركتي الجهاد وحماس نحو المجهول وخاصة حماس، وهي التي يفترض أن تفهم - قبل غيرها - فارق القوة بين الكيان الصهيوني وبين العرب لا الحركات الفلسطينية وحدها. وإن كان لا بدّ من لوم أحد فإن الجريمة الصهيونية المتفق عليها بين قوى الشر والعدوان، قوى التآمر على تاريخ ومستقبل العالم العربي الذي سنتعود على استعارة التسمية التي تطلقها عليه الدول غير المعنية بشئون العرب واختلافاتهم وكثرة معسكراتهم المختلفة والمختصمة والتي تمارس إقصاء لبعضها البعض. هذا نص اللوم الرئيسي في هذه الكتابة. لست ضدّ (حماس) وكذلك لست ضدّ الإسلام لأن الإسلام ليس ملكاً لا لـ(حماس) ولا لغيرها. ولكن الميثاق العربي غير المكتوب والمتجذر فينا يرى أن من واجب من سيغزو قوماً أن يضع لديهم (خبراً) لكي تكون مواجهة شريفة. ولكن حماس انشغلت الآن - هي وبعض الإعلام التزويري - بشتم الرئيس المصري الجديد والذي نأمل أن يكون فاصلة بين عهود كانت فيها مصر مغطاة بمواقف المهرولين للسلام وأخرى جعلت مصر لا تتفوه فتخسر كرامتها على الأقل والذين يشجبون هذه المبادرة والرجل القائم بها هم أولئك (الفاشستيون) الذين يسدّ الدم فراغات متعددة في أدمغتهم. إن الوطن العربي منذ مطلع الثمانينات يمرّ بصعوبة بالغة في الحوار بين أطيافه الواضحة الوجود. لا: تلك الشعاراتية!، بل هي أطياف وجه العرب الجميل. وهو الذي صار (غريباً) وشبه منفيّ من حراك العالم كله فلا يشترك مع دول صديقة للبناء وتحقيق التوازن مع أعداء العروبة ولا يتيح للدول الكبرى التي تقف في منتصف الطريق إلى عقد علاقات قوية مع عالم الشعر والمقدسات والرسل والبطولات التي لن تغيب طويلاً - إن شاء الله - ويعود الشرق شرقاً زاهياً ومتلألئاً وخلاقاً، وشريكا للخيريين وعدواً للمخربين والمختبئين هرباً من عيون عالم هو (أجمل عالم) في: العالم.