×
محافظة مكة المكرمة

«تحلية المياه» تنتج 122 مليون متر مكعب في رمضان

صورة الخبر

مرة جديدة يعود طيف فاروق الشرع إلى الضوء وهو الغائب عن صورة كل المناسبات والأحداث، فنائب الرئيس كما يقول منصبه ليس له من النيابة ولا من الرئاسة مغنما ودورا. منذ أن بدأت النيران تشتعل في سوريا ومنذ أن خرج ذاك الطفل من مسقط رأس الشرع درعا ويدعى حمزة الخطيب كاتبا على جدار مدرسته فليسقط النظام. انتخب الأسد لولاية جديدة في مسرحية هزلية حياكتها لا ترقى إلى مستوى القبول لا داخليا ولا إقليميا ولا دوليا، ثم جمع ذاك الأسد جمعه في قبو قصره في حي المهاجرين ليؤدي اليمين على ولايته الجديدة وسط الإعلام والمراقبين الجالسين على الكراسي المتناثرة في تلك القاعة الغريبة مع الإشارة إلى أن اليمين الرئاسية يجب أن تؤدى في مجلس الشعب السوري وليس في مكان آخر. بحث الإعلاميون والمراقبون بين الحضور عن فاروق الشرع فلم يجدوا له أثرا. رأوا فنانين كجورج وسوف ودريد لحام وسلاف فواخرجي وميريام كلينك التي زارت الأسد قبل أيام من يمينه المزعومة إلا أن الشرع لم يتم العثور عليه. هل هي أزمة أمكنة ففضل الأسد منحها للفنانين على حساب نائبه، أم أنها أزمة «قلوب مليانة» ورؤية أسدية جديدة في سياق هواجس الحكم والحفاظ على الكرسي. انتهى الحفل وتفرق المجتمعون فكان القرار الأول للمجددة ولايتها نجاح العطار نائبة للرئيس ومجددا لم يذكر أحد فاروق الشرع ولا دوره في تركيبة الولاية الجديدة. فاروق الشرع منذ بداية الثورة كان له دور واحد وتحديدا بعد شهر من انطلاقتها، حيث جلس بأمر من الأسد نفسه على رأس ما يسمى في حينه الحوار، فحاول الرجل أن يفعل ويفعل ولكن النتيجة كانت تغييبه في إقامة جبرية كما قال رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف السوري المعارض هيثم المالح أو ربما في دائرة أمنية خوفا عليه. لكن ما بين الفرضيتين، الثابت أن الشرع ابن درعا والرمز السني في تركيبة النظام لم يعد له مكان في هذه المعادلة. فمن تكلم عنه في جنيف كمرشح للمرحلة الانتقالية نقله من الضوء إلى الظلمة، ومن أشاد به كشخصية متزنة في نظام غير متزن قطع له تذكرة ذهاب إلى مكان لا يعلم به غير الأسد نفسه. فاروق الشرع والغياب اللغز.. هل يبدو أنه لحق بغازي كنعان وخدام والزغبي، أم أنه يختبئ بانتظار دور جديد. في سوريا النظام، الأمور تتشابه مع مسلسل باب الحارة، فعندما غاب أحد الأبطال «أبو عصام» عن جزء كانت عودته ممكنة في الجزء التالي، إنها ضرورات الدراما السورية فنية كانت أم سياسية.