×
محافظة المنطقة الشرقية

حريق يلتهم عدداً من المحال التجارية بالجبيل

صورة الخبر

لم يزل المنبر الذي يلقي منه الخطيب موعظته من أهم أدوات التوجيه للمسلمين منذ أربعة عشر قرنا وإلى اليوم، من خلاله يكون للقول معنى واستجابة، ويكون للكلام قيمته لدى المستمعين، وكم نفرح حين تلقى خطبة متزنة رائعة تضم القيم الأخلاقية، والأفكار التصحيحية، والمواعظ الدينية التي تدخل إلى القلوب وتلينها مع تعب الماديات لترقى بها إلى فضاء الروحانيات. حين أستمع إلى كلمات بعض المشايخ، أتمنى أن تنتقل هذه الصيغ من الخطابة إلى منابر المسلمين جميعا؛ وذلك لما تحمله من مسؤولية عن الكلمة، وبلاغة في العبارة، وروحانية بالطرح. تأتي الكثير من الأحداث التي لا يعرف المجتمع تفصيلها الشرعي ولكن بعض الخطباء يغفل عنها، والبعض الآخر يتغافل! ألم يستخدم بعض المتطرفين المنابر للدعاية لتنظيمات إرهابية تخريبية؟ ألا نذكر الخطيب الذي دعا المجتمع والمدنيين الحاضرين إلى الجامع بشراء الأسلحة ووضعها في بيوتهم تحسبا لقدوم اليهود وقرب المعارك التي تقوم في نهاية الزمان بين المسلمين والكفار؟! بلى كل هذه الأحداث كانت موجودة بالمنابر التي يكتظ بها الناس؛ وذلك لخصوصية يوم الجمعة لدى كل مسلم، ولقيمة خطبة الجمعة بوصفها الحدث الأسبوعي الأبرز لدى كل المسلمين. الكارثة أن حادثة مثل جريمة «شرورة» التي وقعت وبرغم تعميم وزارة الشؤون الإسلامية على كل الخطباء بضرورة الحديث عن هذه الجريمة البشعة لتوعية الناس إلا أن ثمة خطباء تجاهلوها. والوزارة تجري التحقيقات بهذا الخطأ الكبير من خلال اللجان التي شكلتها الوزارة والتي ناهزت الثلاث عشرة لجنة. الأخطر أن وكيل الوزارة توفيق السديري يتوقع ارتفاع عدد الخطباء الذين لم يتطرقوا لأحداث شرورة الجمعة قبل الماضي عن الأعداد المعلنة التي وصلت إلى الوزارة، وقدرتهم بنحو 100 خطيب. أتمنى أن تثمر التحقيقات عن برامج تصحيح لمعايير اختيار الخطباء، والبدء بتمشيط الجوامع لحمايتها من المتعاطفين مع العنف سرا أو علنا، فالوطن أغلى وأعظم من الأشخاص، وأمنه فوق كل اعتبار!