×
محافظة المنطقة الشرقية

56 مليون طن استهلاك المملكة خلال العام الماضي .. متخصصون لـ«الجزيرة»: رمضان يخفض الطلب المحلي على الأسمنت بـ(5)%

صورة الخبر

ازدانت المنطقة التاريخية بجدة البارحة بتشريف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع حيث جال سموه بين أروقتها وطاف بمحالها تجارية ووقف على بيوتها التاريخية الشهيرة، وسط حفاوة كبيرة من زوار المنطقة الذين تفاجأوا بولي العهد بينهم يداعبهم ويلاطفهم ويتحدث لهم ويأكل معهم. وفيما سجلت المنطقة التاريخية منجزا جديدا يضاف لآخر منجزاتها وذلك بزيارة سمو ولي العهد ليلة البارحة لها، استعاد التاريخ ذاته حين وقف أهالي جدة مرحبين بولي العهد في جولته المفاجئة لهم فيما تعالت في ميدان البيعة أمس عبارات الولاء والانتماء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وكأنما أراد المكان والإنسان أن يعيد للذاكرة مبايعة مؤسس هذا الكيان وهو سر تسمية المكان بدوار البيعة. زغاريد تستقبل سموه في جولة سمو ولي العهد البارحة في المنطقة التاريخية قصة تلاحم بين الشعب والقيادة وصور وفاء تغوص في أعماق الإنسان لذلك المكان، حيث رسم الأمير سلمان بن عبدالعزيز بعفوية مطلقة وحب صادق نابع من قلبه الكبير لوحة رائعة لا تمحى، بدأها حين وصول سموه لمنطقة البيعة الشهيرة حيث رفض أن تقله سيارة القولف المخصصة لتحركه في المنطقة وفضل المشي على قدميه وسط حفاوة وأهازيج كل الزوار، وكانت نقطة البداية من المحال والبسطات التجارية التي يدرها رجال ونساء في مدخل البلد حيث توقف في حديث معهم وتذوق بعضا من مأكولاتهم المعروضة وسألهم عن الأسعار وكيفية الإعداد، ثم خاطبهم أنتم شرف لنا ليلاقى خطابه ذلك بموجة حارة من التصفيق والزغاريد التي أطلقتها السيدات وهن يرددن مرحبا بأبونا وتاج رؤوسنا. سوق زمان في وجدان الأمير وبعد مسار المهرجان الممتد لنحو 100 متر، قصد سموه في عفوية موقعا آخر وهو ما يعرف بسوق زمان الذي يضم نحو 20 محلا للحرفيين المختصين في الملبوسات، حيث تجول ولي العهد نحو 15 دقيقة في تلك المحال وتحدث مع رجالها وسيداتها ثم طلب الجلوس في منتصف السوق في مركاز السوق حيث غاص في حديث تاريخي مع الشاعر المعروف عبدالعزيز النجمي، وروى الأمير سلمان للمتحلقين حوله من الأمراء والزوار قصة قصر خزام التاريخي ليغادر بعدها الموقع متجها صوب موقع آخر. براءة الطفولة وتشجيع الأمير وشدت أصوات أطفال يرددون: طاق طاق طاقية ولي العهد وفي طريقه صوب بيت نصيف التاريخي حيث وقف على رؤوس أطفال يجسدون حقبة من التاريخ وهو يداعبهم عن تلك اللعبة الشهيرة ويلاطفهم، فيما كان في الجهة الأخرى صوت الفتيات يتعالى وهن يلعبن لعبة المناداة الشهيرة يا بابا يا بابا وثم توجه صوبهن ولي العهد باسما ضاحكا ومصفقا لهن في لحظة تشجيع ما جعل الحاضرين يحيون المشهد الأبوي بصوت عال. جولة في سيارة القولف وواصل ولي العهد جولته في المنطقة التاريخية متفقدا كافة المحال التجارية والبسطات المحيطة به ثم استقل سيارة قولف متجها صوب بيت نصيف التاريخي، حيث مر من شوارع البلد الشهير كشارع قابل وغيره قاصدا بيت نصيف وهو في طريقه ذلك لم يتوقف من السؤال عن تلك المواقع الأثرية والمحال التاريخية ويلوح بيمينه لكل من مر عليه من الباعة والمتسوقين. وقفة أمام مسجد الشافعي وفي طريق سموه صوب بيت نصيف التاريخي وأثناء مروره بحارة المظلوم الشهيرة، توقف ولي العهد أمام مسجد الشافعي في سوق الجامع وهو أقدم مساجد جدة، حيث إن منارته بنيت في القرن السابع الهجري الموافق الثالث عشر الميلادي وهو مسجد فريد في بنيان عمارته وهو مربع الأضلاع ووسطه مكشوف للقيام بمهام التهوية، وقد شهد المسجد أعمالا ترميمية لصيانته وتقام به الصلاة، حيث خاطب سمو ولي العهد من حوله بقوله: هنا تاريخ كبير في هذا المسجد الشهير، فيما اطلع على آليات العمل على ترميمه والتي جاءت بمكرمة كريمة من خادم الحرمين الشريفين حيث يجري العمل فيه. ولي العهد في بيت نصيف وعلى بعد نحو 700 متر من بداية الجولة، كان المشهد مختلفا حين دلف ولي العهد بيت نصيف التاريخي، حيث جال فيه وهو يروي لمن حوله من الأمراء والمسؤولين الأهمية التاريخية لهذا البيت العريق، فيما تولى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الشرح لسموه الكريم عن الجهود المبذولة للمحافظة على هذه المواقع الأثرية التاريخية وعن البيت ووضعه الحالي، ومكث الأمير سلمان في تفقد البيت نحو 15 دقيقة بعدها خرج منه ليواجه بموجة من الترحيب والأهازيج الشعبية التي قدمها أهالي البلد وزواره. وكان صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد قد وصل للمنطقة التاريخية في الساعة الحادية عشرة والنصف مساء يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان سمو ولي العهد والمستشار الخاص لسموه، فيما كان في استقبال سموه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس هيئة السياحة والآثار وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة وصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة، ولفيف من المسؤولين. مشاهدات * * أتاح صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الفرصة لكل من أراد التصوير مع سموه من الزوار بالتقاط الصور التذكارية وكان يوجه بالسماح لهم بالتصوير. * * لم تتسم زيارة الأمير سلمان بن عبد العزيز بالطابع الرسمي بل حرص سموه على أن تكون زيارته مع الزوار في المنطقة دون بروتوكولات رسمية من لحظة ترجله من سيارته الخاصة. * * داعب الأمير سلمان بن عبد العزيز المهندس سامي نوار الذي كان يرتدي الغبانة الحجازية بقوله أنا مبسوط مع العمة الجداوية ورد المهندس نوار بقوله جدة كلها مبسوطة فيك . * * قام سموه برواية بعض التفاصيل عن شوارع جدة القديمة وبعض معالمها التي اختفت وعن التجارة وهذا ما يدل على عشقه للتاريخ. * * حرص سموه على تجربة بعض الأكلات الحجازية والسؤال عن كيفية صنعها والحديث مع السيدات اللاتي كن يقفن خلف البسطات. * * تحول صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار أمس لمرشد سياحي من طراز فريد حيث تولى بنفسه شرح أدق التفاصيل لسمو ولي العهد من لحظة وصوله وحتى مغادرته. * * أمضى سمو ولي العهد في جولته المفاجئة 60 دقيقة طاف فيها كافة المواقع الحيوية في المنطقة التاريخية. * * حرص أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز على الاستماع لكافة توجيهات سمو ولي العهد حيال تطوير المنطقة وكان يستمع بكل دقة لحديث سموه. * * جسد محافظ جدة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز قيمة العرفان من خلال تقديمه للمنظمين للمهرجان وحرصه على تعريف سمو ولي العهد بجهودهم حيث ناداهم للسلام على الأمير سلمان معرفا بهم وشاكرا جهودهم. * * فضل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز قطع مسافة الجولة كاملة مشيا على قدميه رافضا استخدام سيارات القولف التي أقلت عددا من الأمراء، حيث رأى سموه أنها فرصة للمشي في منطقة تعبق بالتاريخ. * * كانت عدسات الكاميرات الخاصة والجوالات تحيط بالأمراء والمسؤولين خلال الجولة حيث حرص عدد من الزوار على توثيق هذه الزيارة كل بطريقته الخاصة.