كنا نستهزئ بما يسمى تلفزيون الواقع ونشتم برامجه منذ أن يبدأ البرنامج حتى ينتهي، وأكثر ما كنا نشتمه برنامج (ستار أكاديمي) طيب الذكر فعلى معديه ومقدميه وأبطاله السلام والحب، وكم حزنا كثيراً وتصببت دموعنا أربع أربع حين شاركت إحدى السعوديات فيه، لكننا مع مرور الوقت تعودنا وأصابت أعيننا «الرخامة» فلم تبك على المشاركات السعوديات التاليات في البرنامج، وكلنا الشتائم والتهم واللعان على القناة الفضائية التي أباحت «كرامة» المرأة السعودية التي لها خصوصية غير نساء العالم لما تمتاز به من الطهارة ونظافة اليد والركبة وما جاورها من الكراعين اليابسة واللينة والناشفة والريانة. وإذ توقف البرنامج بعد أن حقق أرباحاً طائلة من شتائمنا ونقمتنا - نحن أحباب الله - ظهر لنا المدعو اللعين (keek) الذي أبدع في إظهار نسائنا الماصلات الكاسيات العاريات الراقصات الرابصات في مصالة ودلاخة حامضتين وأيضاً في جمال فتّان فتّاك، إلا أنني أشك أن هذا ال (keek) الذي كشف لنا هذا ال «كيك» تغريب يقصد به هدم قيم الأمة وابتذال كرامة نسائها وإخراجهن من خدورهن الطاهرة إلى مقاصده العاهرة، بل أجزم أنها مؤامرة من الإعلام الغربي تقودها أمُّه النذلة «التقنية بنت أم التقنية» لكشف مفاتننا المحرمة، ولإخبار العالم أن البنطلون الضيق «الحاز» وصل السعودية بعد نضال طويل وبدون رقم سري، وأن السعوديات خفيفات دم إلى حد «الملاغة» و«الخلا...»، كما أعتقد لحد اليقين أن من يظهر في هذا «السوشل ميديا» هن نساء من الغرب أو الشرق مستأجرات ودربن تدريباً محبوكاً من المخابرات الدولية على اللهجات السعودية لتشويه المرأة في مجتمعنا المعطاء، فنساؤنا أشرف من الشرف بل ومن أنظف «النطف» ولا يمكن أن يظهرن - وأنا أخو ميرفت - على الملأ يتغنجن ويتعلجن ويتفنجلن هكذا مجاناً. قبل عشرين عاماً أو نحوها كنت أنتظر دوري في حلاق للرجال أقسم بالله أنه للرجال ووجدت كتيباً على طاولة مكان الانتظار عنوانه (أنتِ والذئب) كتب في أسفل غلافه الأخير وبخط خجول: السعر: ريال واحد، هذا الكتيب الذي يتسيد صورة غلافه أسنان وعيون ذئب يقطر منهما دم على فستان أبيض يذكِّر بلغة وعظية متحمسة نساءنا أن هناك ذئباً ما يتربص بهن، وأن هذا الذئب لا يختار إلا «الغنمة» القاصية التي تبتعد عن القطيع، وأنتم تعرفون باقي القصة، الآن هذا الكتيب لو فرضنا أنه بيع منه خمسة ملايين نسخة فإن مؤلفه سيكسب خمسة ملايين ريال يوم الريال ريال وبالتالي لا يستبعد أن يكون الآن من كبار تجار المخططات العقارية أو من رجال الأعمال في الفضائيات، أما «الغنمة» التي خشي عليها ذلك الشيخ الفاضل صاحب الكتيب الفاضي من الذئب الأجرب الفاسق عدو الله فقد أصبحت «كيك» تحلي عليه العيون بما فيها عيون «القطط» وحتى عيون «الكلاب». المجتمع كائن حي يكبر وله آلياته التي يصنعها بخبرته الحياتية التي تقودها الرغبة الجبلة لديه كأي مجتمع في التطور والنهوض، ولا ترده كثرة الخطب الرنانة الحنانة الزنانة، وأن أسلم حل هو التعاطي مع المستقبل بما يحدده هذا المستقبل وليس بما نحب ونحدده نحن - أحباب الله.