يعتبر فيلم عادل إمام «طيور الظلام»، من قصة وسيناريو وحوار وإنتاج وحيد حامد سنة 1995 بمشاركة يسرا، جميل راتب، أحمد راتب، رياض الخولي، وعزت أبو عوف، من أهم الأفلام التي ناقشت حال جماعة الإخوان المسلمين وتغلغلها بمصر. شكلت شخصية «علي الزناتي» التي تقوم بدور المحامي الإخواني محورا للسجال الذي يحدث بمصر. هناك تشابه كبير بين الفيلم وبين الذي يجري في البلدان العربية. الإخواني لا يتحرك منفردا أو ضمن برنامج مدني، أو على أسس عقلانية مفيدة للمجتمع، بل في الفيلم يغضب المحامي الإخواني ويقول: «دعنا نأخذ من تيارنا الإخواني مصلحة، فمنذ زمن ونحن متخرجون ولم نجد رزقا، هنا الفرصة وهنا الرزق». شخصية «فتحي» التي يقوم بها عادل إمام تعبر عن المحامي العادي المدني، يدعم الوزير «رشدي» الذي يقوم بدوره جميل راتب، ومن ثم ينجح بالانتخابات. يخوض المحاميان القويان «علي الزناتي» و«فتحي» صراعا على النفوذ، لكن سرعان ما يتبين الاكتساح الجارف للإخوان بفضل توزيع الأغذية ودغدغة مشاعر الناس، وربط الانتخاب بالنجاة بالآخرة. وحين يقود «فتحي» الحملة الانتخابية وتشتد المعركة يضطر إلى التحالف مع تيار الإخوان المسلمين الذي يرجح كفة الوزير رشدي ومن ثم يفوز. هذه القصة على تفريعاتها تبين أن التيار الإخواني المجرم أصبح ميدانا للتكسب والصراع وتحقيق النفوذ، فهو أشبه بالتيار المافيوي المدمر للبنية المجتمعية، والمؤثر على النظافة الاجتماعية والنزاهة السياسية. والفكرة لدى الإخوان في التلون، فليس لديهم مشكلة في الذهاب إلى حفلات الصخب مع المسؤولين بغية التكسب. هذا الفيلم سابق لزمنه ومن أعاد مشاهدته مرة أخرى سيفهم الكثير من التعقيدات التي عاشتها مصر قبل أن تنجو بفضل ثورة 30 يونيو! الحق يقال إن عادل إمام له دور مبكر منذ الثمانينيات في أفلامه للتحذير من التطرف والإرهاب، وذلك منذ فيلم «الإرهابي» و«طيور الظلام» و«الإرهاب والكباب» وإلى إدخال مشاهد التطرف في أفلامه مثل «السفارة في العمارة» و«عمارة يعقوبيان». لكن من يشاهد؟ ومن يحلل؟ ومن يتأمل ويحذر مبكرا قبل استفحال التطرف والعنف؟! www.turkid.net للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ،636250موبايلي، 738303 زين تبدأ بالرمز 106 مسافة ثم الرسالة