من منا لا ترغب بقيادة سيارتها الخاصة أمام كم من المتطلبات الضرورية التي تقبع تحت رفض أخ أو تقاعس زوج وقته مابين الدوام وبين ديوانيته وكل ما هناك مواعيد تؤجل! مواعيد مستشفى زيارة أب وأم مستلزمات أولاد خاصة بالمدرسة أو مناسبة مهمة. من منا لا ترغب في قيادة سيارتها وقضاء حاجة ومواعيد والديها في حال عدم وجود أبناء وإخوة. من منا لا ترغب في قيادة سيارتها أمام ما نعانيه من الحضور الطاغي للسائقين الأجانب وطقوسهم وفرضهم تواجدهم في كل مكان في حاراتنا وشوارعنا وكأننا في (بومبي) (جاكرتا) (مانيلا). من منا لا ترغب في أن تشعر بالأمان على أطفالها وهم بطريقهم للمدرسة مع سائق لا تعي ما يحمله تفكيره في ظل غياب الأب وقت خروجهم للمدارس لانشغاله بمواعيد عمل باكرة أو تواجده خارج البلاد. من منا لم تقع تحت رحمة مزاجية سائقها الخاص وتلزم الصمت خوفاً من عواقب لا تحمد عقباها. حتى إنهم يعلمون مدى احتياجنا لهم فأصبح السائق في مزايدة مستمرة على راتبه الشهري من منا لم يرهقها جدل قيادة المرأة للسيارة بين التيارات المؤيدة والمعارضة كل توجه برأيه ضارباً بعرض الحائط بأموركثيرة تخص المرأة نفسها. نعلم أن وجود السائق في ظل الأوضاع الاجتماعية المتعددة ضرورة بل شر لا بد منه رغم كل هذا وذاك. فلك أنت يا من تُطالب بقيادة المرأة للسيارة عدة أسئلة تحتاج منك إلى وقفات! هل فكرت بتوعية وتثقيف المجتمع عن موضوع قيادة المرأة للسيارة قبل أن تزج بنا إلى هذا الطريق! هل سألت نفسك كيف نسلم ونحن نقود سياراتنا الخاصة في الطرق الفرعية أو في أماكن غير عامة أو صحراوية؟ هل فكرت في طرح ودراسة وضع قوانين لعمر المرأة التي يسمح لها بقيادة السيارة وهل سنضمن الفتيات الصغار بالسن من أخذ مفاتيح السيارة كما هو حال الشباب وما نراه من مشاكل ستفتح لنا أبوابا لن نستطيع إغلاقها إلا بوقوع ضحايا!؟ هل فكرت في طرح ودراسة الأمر حال تعطلت السيارة ونحن في أماكن بعيدة وعرضة لأي تحرش؟! وهل وهل وهل أسئلة كثيرة كان عليك طرحها على طاولة النقاش قبل أن تطرح فكرة (قيادة المرأة للسيارة). المملكة منطقة جغرافية شاسعة متنوعة الثقافات من مختلف الأطياف والقبلية والمناطقية والاتجاهات الفكرية والعقائدية. كيف لامرأة أن تأمن على نفسها من الظهور بسيارة تقودها هنا وهناك في مجتمع لم يهيأ لهذا الأمر؟!