اعتبر قراء "الاقتصادية" أن قرار شركة "أرامكو" باستبعاد المكاتب الهندسية السعودية من تصميم الملاعب الجديدة قرار صائب. ورأى القراء أن خطوة الشركة البترولية العملاقة المشرفة على بناء الملاعب الرياضية في المناطق السعودية تصب في مصلحة الجميع وستقضي على البطء في التنفيذ والمحسوبية في العمل. وجاءت تعليقات القراء على الخبر المنشور في الصحيفة أمس تحت عنوان ("أرامكو" تستبعد المكاتب السعودية من تصميم الملاعب الجديدة). وقال القارئ عبد الله زعيك إن أرامكو السعودية مسؤولة عن تصميم وإنشاء هذه المشاريع الجبارة على أعلى المستويات الممكنة، ولن ترضى بالتهاون في التنفيذ، مؤكداً أن سر نجاح "أرامكو" هو أنها لا تعطي اهتماما للمقاولات المكررة منذ قديم الزمن. وأثنى القارئ عبد الله على سرعة ودقة تنفيذ "أرامكو" للمشاريع التي تولتها، مدللاً على ذلك بشمروع مدينة الملك عبد الله الرياضية في جدة. ورأى قارئ رمز لنفسه بمراقب متجول أن ما فعلته "أرامكو" باستبعاد المكاتب الهندسية الوطنية خطوة سليمة فالإنجاز مطلوب ولا مجال للتهاون. بينما قال القارئ عبد الله الشهري: (خيرا فعلت "أرامكو" والمهم هو أنجاز المشاريع في وقتها). ونقلت لـ "الاقتصادية" عن الهيئة السعودية للمهندسين أن شركة "أرامكو السعودية" رفضت حتى الآن مشاركة المكاتب الهندسية السعودية بالدخول في تصميم المشاريع للملاعب. وطالب م. حمد الشقاوي رئيس الهيئة بأن تعلن "أرامكو" مسابقة معمارية "عادلة" بين المكاتب الخارجية والمحلية لتصميم الملاعب الرياضية، التي أقرها خادم الحرمين الشريفين ضمن "برنامج الملك عبد الله لإنشاء الملاعب الرئيسة في مناطق المملكة". وشدّد م. حمد الشقاوي على ضرورة "أن يكون للمعماري السعودي دور في صناعة مشاريع بلده، حيث يجب أن يستفيد 200 مهندس على الأقل من المشاريع الرياضية التي أمر ببنائها خادم الحرمين الشريفين". وقال: "بناء الملاعب فرصة كبيرة يجب ألا تضيع من أيدي المؤهلين السعوديين"، مضيفا: "مرحلة تصميم الملاعب الـ 11 أوكلتها "أرامكو" لمكاتب أجنبية ولم تستعن بمكاتب محلية"، مؤكدا امتلاك الهيئة السعودية للمهندسين أفكارا معمارية خلابة ورائدة لكن لا يستعان بها. وانتقد ما أسماه "الاحتكار" من خلال عدم منح فرصة في تصميم المشاريع للمكاتب الهندسية في السعودية، مضيفا: "من العيب أن تمنح الشركة الأجنبية كل الثقة كي ترجع وفي جيبها المال الطائل من البلد، دون أن يستفيد السعوديون من الخبرة ولا من العوائد المادية". وقال الشقاوي: "من الأولى أن يكون سمننا في دقيقنا". وأكد في الإطار ذاته، عدم وجود ضعف لدى المكاتب الهندسية السعودية أو في شركات المقاولات، مستشهدا بإنجازات شركة ابن لادن وغيرها من الشركات الوطنية. وقال: "الضعف يكمن في التعامل مع الشركات في منحها مستخلصاتها وفي الأنظمة المعقدة التي تطبق ضدها". وتابع رئيس الهيئة السعودية للمهندسين: "أعجب عندما كانت تدار "أرامكو" من قبل الأمريكيين، لم تقل هي أو غيرها إن شركات المقاولات والهندسة لديها ضعف في تنفيذ المشاريع"، مضيفا أنها "تتحجج" بضعف المقاولين السعوديين "وهذا غير صحيح حيث إن "أرامكو" عندما كانت تدار من قبل الأجانب كانوا يفتخرون بالمقاولين السعوديين". وأكد أن سبب المشاريع المتعثرة في السعودية ليس المقاول بالدرجة الأولى، مضيفا: "السبب يكمن في خلل مركب، حيث إن الشريك في هذا الخلل قد يكون إما بسبب وجود مكتب استشاري فاشل، وإما مالك ضعيف، أو مقاول سيئ". وتحدث الشقاوي عن سبب نجاح ملعب الجوهرة في جدة، وقال: "إنه بسبب دفع "أرامكو" المبلغ الحقيقي للشركة المنفذة والمصممة". وقال: "لو وقع الملعب تحت إشراف وزارة المالية فقط لفشل، كونها لا تدفع المبالغ التي عليها، كما أنها تدفع السعر الأقل بغض النظر عن الجودة، في حين أن "أرامكو" لا تقبل السعر الأقل على حساب الجودة والأداء".