.. لقد قامت حكومتنا الرشيدة منذ أكثر من ستين عاما بالعمل على توسعة المسجد النبوي الشريف عندما أمر بذلك موحد الجزيرة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ــ تغمده الله برحمته ــ ثم تلاه الأمر من الملك سعود ــ رحمه الله ــ بتوسعة المسجد الحرام، وكذلك فعل الملك فيصل ــ تغمده الله برحمته ــ وتلاه الملك فهد بن عبدالعزيز ــ رحمه الله ــ بتوسعة للمسجد الحرام والمسجد النبوي، ومسجد قباء والقبلتين، ومسجد أبيار علي، بالإضافة إلى تحديث وتوسعة مساحة المشاعر المقدسة في كل من منى ومزدلفة وعرفات. وعندما تولى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ــ حفظه الله ــ صدرت أوامره المتتابعة لتوسعة المسجد الحرام بمكة المكرمة، وكذلك توسعة المسجد النبوي الشريف بالمدينة المنورة توسعة شاملة وكبيرة. وبذا ندرك أن ولاة الأمر فينا كانوا موفقين بتنفيذ ما فيه مصلحة المواطنين والحجاج والمعتمرين في المساجد. والذي لا أعرف له سببا، ولا أجد له داعيا التفكير فيه، هو إنشاء دور علوي للروضة الشريفة بالمسجد النبوي الشريف. فقد نشرت «عكاظ» يوم الثلاثاء 17/9/1435هـ تصريحا للدكتور عاطف بن حسين أصغر أن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة سيقدم خلال الموسم الجاري دراسات متعلقة بالمسجد النبوي الشريف تتضمن توسعة مصلى النساء من الجهة الشمالية الشرقية للحرم، وإنشاء طابق ثانٍ للروضة الشريفة من الناحية الإنشائية. وأنا، وبلسان كل مسلم، أقول للدكتور أصغر: ادرسوا ما شئتم، واعملوا ما يعن لكم، أما الروضة الشريفة، فحذارِ من العمل بها أو لها ما يجعل لها موقعا آخر. علويا.. أو سفليا، فالرسول ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال عنها: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي». وهكذا، فالروضة مكانها محدود ومحدد بما صح عن رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم.. كما أنه بعدما أمر خادم الحرمين الشريفين بفتح أبواب المسجد النبوي على مدار الليل والنهار، فقد أصبح من السهل للجميع الصلاة في الروضة الشريفة، خصوصا لمن يختار الوقت المناسب بالليل.. أو الضحى.. أو ما بين صلاة الظهر والعصر. لذا ليس ثمة ما يدعو لمحاولة العمل في الروضة الشريفة أي عمل.. أما توسعة مصلى النساء وغيره من جميع النواحي فلهم الحرية في عمل ما يشاؤون. السطـر الأخـير: «صلاة في مسجدي أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام».