سجلت البورصات الدولية باستثناء اليابانية والروسية تحسنا بطيئا في تداولات يوم أمس، غداة تراجعها على أثر الإعلان عن تحطم طائرة ماليزية في أوكرانيا. ووقع الحادث قبيل إغلاق البورصات الأوروبية يوم أمس الأول؛ ما أدى إلى تراجع المؤشرات المالية قبل أن تصاب بورصة وول ستريت بالعدوى أيضا، ولحقتها أسواق آسيا في تداولات يوم أمس. وأشار محللون في مصرف ساكسو إلى ارتفاع المؤشر "في إي إكس"، الذي يوصف بأنه "مؤشر الخوف"، بنسبة 32.73 في المائة؛ ما يعكس بشكل واضح توتر الأسواق. لكن عند افتتاح جلسات التداول في أوروبا يوم أمس، كان المستثمرون يحاولون التمييز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ في حادث تحطم هذه الطائرة التي كانت تقل 298 شخصا لم ينجُ منهم أحد. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن أحد كوادر مصرف باركليز رينو موراي قوله "كنا نخشى مساء أمس الأول رد فعل سلبيا للأسواق الأوروبية، لكن في نهاية المطاف لم تسجل المؤشرات عند بدء الجلسات تراجعات كارثية". وأضاف، أن المستثمرين حذرون في تبني أي رواية عما حدث في أوكرانيا ويميلون إلى فرضية حدوث خطأ أكثر منه عمل متعمد". وتابع، أن "الملف الأوكراني يؤثر منذ أشهر، والأسواق التي تتجه إلى الارتفاع قللت من أهمية المعلومات". وتابع "لكن مرحلة خطيرة تم تجاوزها في أجواء مشجعة في بورصات أوروبا وحاليا تسعى أسواق المال إلى التحلي بالصبر" في انتظار وضوح المشهد. من جهته، قال المختص الاقتصادي في مصرف "كريديه أجريكول سي أي بي"، فريديريك دوكروزيه "إن الأسواق سجلت تراجعا أصلا بسبب قلقها من تباطؤ النمو الأوروبي والمشكلات المرتبطة بمصرف "بانكو ايسبيريتو سانتو" البرتغالي". وأضاف "يبدو أنهم استنفذوا قليلا هامش التراجع وهذا ما يمكن أن يفسر سبب عدم غلبة القلق". وتراجعت بورصات باريس 0.10 في المائة، وفرانكفورت 0.60 في المائة، ولندن 0.46 في المائة. وتراجع مؤشر بورصة مدريد 0.55 في المائة وميلانو 0.15 في المائة. وفي سوق الدَّين، الملاذ التقليدي، استقر معدل فائدة الإقراض لعشر سنوات للدول الكبرى في منطقة اليورو بعد انفراج كبير أمس الأول سمح لفرنسا بتسجيل رقم قياسي جديد. وفي أمريكا، قالت وكالة رويترز "إن بورصة وول ستريت فتحت أمس على ارتفاع طفيف، لتتعافى بعدما تكبد مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أكبر خسارة في يوم واحد منذ العاشر من نيسان (أبريل)، رغم أن المؤشر أنهى الأسبوع على خسائر". وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 38.54 نقطة أو 0.23 في المائة إلى 17015.35 نقطة. وزاد "ستاندرد آند بورز 500" بواقع 4.87 نقطة أو 0.25 في المائة إلى 1962.99 نقطة. وصعد مؤشر ناسداك المجمع 17.72 نقطة أو 0.41 في المائة إلى 4381.17 نقطة. ويبدو أن بورصة موسكو هي الأكثر تأثرا بحادثة الطائرة الماليزية. فقد تراجع مؤشرا البورصة 1.78 في المائة صباح أمس للجلسة الثانية على التوالي. وانخفض مؤشرا سوق المال الروسية ميسيكس المسعر بالروبل والـ "آر تي إس" (بالدولار) 1.67 في المائة و2.23 في المائة على التوالي. كما انخفض الروبل عند الافتتاح ليساوي 35.1 للدولار الواحد و47.5 لليورو. وتحطمت طائرة ركاب ماليزية كانت متوجهة من أمستردام إلى كوالالمبور الخميس في شرق أوكرانيا. وتبادلت كييف والمتمردون الموالون لروسيا الاتهامات بإطلاق صاروخ أدى إلى سقوط الطائرة ما أسفر عن مقتل نحو 300 شخص. وأمس خسر سهم شركة الطيران الروسية أيروفلوت 2.97 في المائة ليبلغ 55.60 روبل بعد قرار الشركة الحد من بعض رحلاتها إلى أوكرانيا. ويثير قرار تعزيز العقوبات التي يفرضها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على روسيا أيضا قلق بورصة موسكو. وأضافت واشنطن على لائحتها السوداء المجموعة النفطية الروسية العملاقة روسنفت التي جمدت ودائعها في الولايات المتحدة، بينما لن يسمح للشركات الأمريكية بعد الآن بعقد صفقات معها. وتراجع سعر سهم روسنفت أمس 1.49 في المائة إلى 230.22 روبل. أما في آسيا فقد تراجعت أسواق المال متأثرة ببورصة نيويورك أمس الأول (0.94 في المائة لداو جونز و1.18 في المائة لمؤشر أس آند بي الموسع). وسجل أكبر انخفاض في بورصة طوكيو التي خسرت 1.01 في المائة. وفي اليابان هوى مؤشر نيكّي القياسي الياباني لأدنى مستوى له في أسبوع أمس، وسجل أكبر انخفاض يومي في ثلاثة أسابيع مع عزوف المستثمرين عن المخاطرة بسبب أنباء إسقاط طائرة ركاب ماليزية قرب الحدود الأوكرانية الروسية. وانخفض المؤشر نيكّي عند الإغلاق 1 في المائة إلى 15215.71 نقطة أدنى مستوى إغلاق له منذ 11 من تموز (يوليو). وهبط المؤشر خلال التعاملات بما وصل إلى 1.7 في المائة. وارتفع المؤشر 0.3 في المائة خلال الأسبوع. وهبط مؤشر توبكس الأوسع نطاقا 0.8 في المائة إلى 1263.29 نقطة في حين تراجع مؤشر "جيه بي إكس نيكي 400" بنسبة 0.7 في المائة إلى 11505.50 نقطة.