طالب رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني ياتسينيوك اليوم الجمعة بمحاكمة المسؤولين عن تحطم طائرة الركاب الماليزية في شرق اوكرانيا، امام المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، متهما الروس بالوقوف وراء هذه "الجريمة الدولية". وقال ياتسينيوك "الروس ذهبوا بعيدا جدا، إنها جريمة دولية ويجب ان يحاكم المسؤولون عنها في لاهاي" وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حمّل المسؤولية عن إسقاط االطائرة شرق البلاد، ورأى أن "تلك الحادثة ما كانت لتقع لو أن كييف لم تستأنف حملتها العسكرية على الانفصاليين". وقال بوتين: "هذه الكارثة لم تكن لتقع لو كان هناك سلام على تلك الأرض أو على أي حال لو لم تستأنف العمليات العسكرية في جنوب شرق أوكرانيا"، مضيفاً: "لا شك أن حكومة المنطقة التي وقعت فيها تتحمل المسؤولية عن هذا الكارثة المروعة"، حاضاً السلطات الروسية على فعل "ما في وسعها لمساعدة التحقيق في الحادثة". من جانبه طالب رئيس وزراء ماليزيا نجيب عبد الرزاق بسرعة تطبيق العدالة لعقاب المسؤولين إذا ثبت أن الطائرة الماليزية التي تحطمت في أوكرانيا أُسقطت. وقال نجيب: "إن ماليزيا لا تعرف سبب تحطم الطائرة أثناء رحلتها من أمستردام إلى العاصمة الماليزية كوالالمبور دون أن ترسل إشارة استغاثة"، مضيفاً: "تعتقد السلطات الأوكرانية أن الطائرة اسقطت... في تلك المرحلة ماليزيا غير قادرة على معرفة سبب هذه المأساة، لكن علينا أن نعرف على وجه اليقين ماذا حدث لهذه الرحلة وسوف نفعل، سنذهب إلى آخر مدى". وقال عبد الرزاق: "إذا تبين أن الطائرة أسقطت فعلاً فنحن نصر على ضرورة تقديم المسؤولين للعدالة على وجه السرعة". وكانت الولايات المتحدة دعت أمس الى "وقف فوري لإطلاق النار" في أوكرانيا للسماح بإجراء تحقيق "من دون عوائق حول تحطم الطائرة الماليزية". من جانبها أعلنت رئاسة الحكومة البريطانية أن رئيس الوزراء ديفيد كامرون دعا اليوم الى اجتماع ازمة وزاري لمناقشة سقوط الطائرة الماليزية، وقالت شركة الطيران ماليجا ايرلاينز انه " كان هناك تسعة بريطانيين على الاقل بين ركاب الطائرة الـ 298 الذين استقلوا طائرة البوينغ 777 المتوجهة من امستردام الى كوالالمبور". وقال الناطق باسم البيت الأبيض جوش ايرنست: "ندعو جميع الأطراف المعنيين، روسيا والانفصاليون الموالون لروسيا واوكرانيا، الى دعم وقف فوري لاطلاق النار للسماح بوصول المحققين الدوليين في شكل آمن ومن دون عوائق الى موقع الحادثة وبهدف تسهيل استعادة ما تبقى من الجثث"، مضيفاً: "من الضروري أن يجري تحقيق دولي كامل وذو صدقية ومن دون عوائق بأسرع ما يمكن". وشدد إيرنست على دور المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا في هذه الظروف، قائلاً: "بانتظار ذلك، من الضروري الا يتم العبث بالادلة وان يظل الحطام واي براهين محتملة على حالها"، وتابع: "مع اننا لم نطلع بعد على الوقائع، إلا اننا نعلم ان الحادثة وقعت في اطار الازمة في اوكرانيا التي يزيد من توترها الدعم الروسي للانفصاليين من خلال تزويدهم بالاسلحة والمعدات وتدريبهم". وكان البيت الأبيض قال إن الرئيس باراك اوباما تحدث إلى وزير الخارجية جون كيري وأعضاء كبار في فريقه للأمن القومي أمس في شأن حادثة إسقاط طائرة ركاب ماليزية فوق أوكرانيا، قائلا: "أمر الرئيس فريقه للأمن القومي بمواصل عرض اي مساعدة لازمة لدعم الجهود الدولية للوقوف على حقيقة ما حدث". وكان وباما والرئيس الأوكراني بترو بوروشينكو شددا في محادثة هاتفية على أن "كل الأدلة من الطائرة الماليزية التي اسقطت يجب أن تبقى في أوكرانيا حتى يطلع عليها المحققون"، وقال البيت الأبيض في بيان عن المحادثة: "رحب الرئيس بوروشينكو بمساعدة محققين دوليين لضمان تحقيق شامل وشفاف في موقع الحادثة. وأكد أوباما له ان خبراء أميركيين سيعرضون كل مساعدة ممكنة على الفور". نفى الإنفصاليون الموالون لروسيا علاقتهم بـ"اسقاط الطائرة"، وحملوا القوات الاوكرانية "المسؤولية"، فيما قال المكتب الصحافي للرئاسة الأوكرانية إن "القوات المسلحة الأوكرانية لا علاقة لها بإسقاط الطائرة الماليزية في شرق أوكرانيا".