×
محافظة المدينة المنورة

فيصل بن سلمان يوجه باستمرار عمل النقل الترددي طــــــوال العام لخدمة الزوار وسكان المدينة

صورة الخبر

كتبها وأعدها : عبدالعزيز قاسم – كاتب واعلامي سعودي في حدائق وصوالين قصر فراساي جمال خاشقجي أصابته عين بعد اليوم الأول –غير عين السمكة المشتعلة بالكحول اللي اتهم ظلما وزورا زملاء المجموعة بها- فبات عازفا عن الذهاب معي، فهو لا يهوى المتاحف ولا المشي ولا الحدائق، يريد فقط المكتبات أو القهاوي في الشانزليزيه ومطاعمها، بينما كانت الكيمياء بيني وأبي فراس د. عبدالله الوشمي متساوقة، يجمعنا -من ما جمعنا- حب الفنون والمتاحف، فانفلتنا من ضحى يوم الجمعة مباشرة الى قصر فراساي، لأن القصر يقع في ضاحية برجوازية من ضواحي باريس، فترافقنا ، وكان خير رفيق شهادة لله.. ولكن ما هي فراساي هذه التي نزور؟؟ سأحقن المعلومات من خلال الصور.. هنا عند مدخل القصر.. وتلك مساكنهم باتت عبرة للأجيال .. وهذا أحد اللويسات ( يا حبهم لاسم لويس ..وصلوا لحد ال16 ، ولويس السادس عشر هذا أعدم في الثورة الفرنسية) .. خليني أجيبها لكم من الأخير عن قصر فراساي هذا، هل تذكرون الثورة الفرنسية وعندما وصل الثوار الجياع للقصر، أطلت عليهم الملكة ماري أنطونيت وقالت:لماذا لا تعطوهم الكعك.. هذا هو القصر.. تقول الوكيبيديا: قصر فيرساي أو شاتو دي فيرساي (بالفرنسية : Le château de Versailles)، هو أهم القصور الملكية في فرنسا ويقع في فيرساي التي تبعد 25 كيلومترا غرب وسط مدينة باريس. أمر لويس الثالث عشر العام 1624 ببناء منزل صغير للصيد على تل قريب من قرية فيرساي الصغيرة كون الأدغال القريبة وافرة الصيد، وفي العام 1632 أمر بتوسيع المنزل. وفي فترة حكم لويس الرابع عشر شيد القصر محل المنزل في فيرساي من 1682. وانتقل الملك لويس الرابع عشر في هذا العام من باريس إلى القصر، وظل القصر مقر الإقامة الملكية حتى اضطرت الأسرة الحاكمة إلى العودة إلى العاصمة في العام 1789. رغم هذا ظل قصر فيرساي مركزا للسلطة في العهد القديم بفرنسا. كما صار رمزا للحكم الملكي المطلق من قبل لويس الرابع عشر المسمى بملك الشمس. وبعد 100 عام سكنه ملك أخر وهو الملك لويس السادس عشر وزوجته الملكة ماري انطوانيت اللذان أجبرتهما الثورة الفرنسية في العام 1789 على مغادرة القصر، ومن ثم تم إعدامهما بالمقصلة أو سكين الجيلاتين. باحة القصر، وأية باحة!! السياح من كل العالم، وهنا المدخل الرئيس ، وكنت أحدث نفسي بودي أشوف ماري أنطونيت هذه البلهاء التي كانت في عالم آخر ، العجيب أن أطفال المدراس من شتى الأعمار يحضرون، واضح أنهم يزرعون حب الثورة الفرنسية في نفوسهم وحب الانتماء للوطن..وعاد عيالهم يسمعوا ويطيعوا ، الله يستر على عيالنا بالكاد نسيطر عليهم.. بالمناسبة هناك مترو ممتاز يصل من باريس لفراساي، أنصح به رغم أنني لم أستخدمه لتوافرنا على سيارة خاصة، لمن يريد الزيارة أنصحه باستخدام المترو فهو أرخص كثيرا.. شايفين هذا السرا الطويل جدا، مباشرة انتظمنا فيه أنا والدكتور الوشمي، بتلقائية ودون سؤال، وظللنا به ، حتى إذا ما وصلنا للمدخل، بادرنا الحارس: وير إز تيكيت؟ ، أجبناه: نو تيكيت ، فرمقنا شزرا، وكلمنا ، وظني أنه قال: هيا أعطوني مقفاكم، وانقلعوا للمكتب الأول، اشتروا التذاكر ، ففجعنا وارتعبنا أن نعود لنصفّ من جديد، وارتسم ذلك على وجوها المصدومة، بيد أن الحارس الشاب رحمنا، وقال مشفقا: تعالوا هنا مرة آخرى ولا داعي لوقوفكم في الصف..وسرّي عنا.. ذهبنا ونحن نضحك ونمتن للحارس، وفجأة قال د.الوشمي: كارثة إذا لم يتذكرنا، ونصفّ في السرا مرة آخرى، بيد أنه ميزنا وسمح لنا بالدخول، وتنفسنا بالتأكيد الصعداء هنا كرسي الحكم ، أية أبهة ملكية يا جماعة الخير!! قاعة كبيرة وكرسي مذهب عال..وبعد كل هذا التاريخ تنتابك الهيبة ويخترمك الاعجاب رغما عنك.. عاد صوالين لويس يا كثرها، وقاعات القصر الفخمة التي لا تنتهي، وتلك الغرف الملكية بحق.. اختلفنا، هل ناخذ سماعات أذن للترجمة أم لا؟ كان رأي د.الوشمي ألا نأخذ لأننا سنطوّل ونقف كثيرا أمام كل معلم، بينما كنت أرى أن نأخذ هذه السماعات لمعرفة المعلومة بشكل دقيق.. ولكل منا حق في وجهة نظره، ونزلت على رأيه، لمسلمة قديمة عندي تتعلق بأخلاقيات السفر والمواخاة بأن تنزل لرأي رفيقك.. يا عشق بني الأصفر هؤلاء للأصنام والتماثيل، في كل زاوية، على امتداد القاعة والغرف والصوالين، حتى الشمعدانات بتماثيل، وحتى زوايا المدفأة كذلك، كل ما يخطر في بالك ، ستجد تمثالا أو صورة.. بالمناسبة، القصر فيه ما يزيد على 2000 نافذة، 700 غرفة و1200 مدفأة، و67 سلم. كما يوجد في الحديقة 200 الف شجرة اضافة الى 210 الف وردة تزرع سنويا.50 نافورة، 620 مضخة ماء. يا جماعة الخير حتى الأسقف بها صور عجيبة ومتقنة الرسم، في غالب الأسقف تجد الرسوم هذه، وكنت ألفت نظر د.الوشمي لعشق هؤلاء للرسم الاباحي، فيضحك طويلا مني..من جد، يا لتماثيلهم العارية !! الله يتوب علينا ويغفر لنا .. لذلك أنصح الأحبة بألا يصطحبوا أطفالهم لتلك الأماكن سواء اللوفر أو فراساي..يا كثر التماثيل العارية هنا المدفأة، عندما وصلت هنا، ضحكت، وقلت للدكتور الوشمي: أنتم القصمان تحبون هذه المدافئ وحطب السمر، فقارن أكشخ مدفأة لديكم مع هذه المدفأة الملكية!! شوف الحطب الحقيقي.. هذا صالون أو بهو كبير في القصر، هيا بالله شوفوا الشمعدانات كيف!! ، والبهو مكتظ بالناس من كل أنحاء العالم..الحقيقة تشعر بأن القوم خدموا قطاع المتاحف لديهم وأتاحوها للسياح بشكل محترف وجاذب هنا غرفة ملحقة بغرفة النوم، ولفت نظري السواتر في ركن الغرفة، وقلت : اش به صاحبنا لويس!! ، كان يضع سواتر والا ايه!! ..ذكرتني بسواتر مطاعمنا في السعودية.. هيا يا جميل فارسي بطّل تتّريق ، وشوف السواتر حتى عند الفرنسيس..ما هي خصوصية سعودية آه ، هنا توقفنا بعض الشيء، هذه غرفة نوم ثانية، لأننا مررنا بالأولى ولم تك بجمال هذه، وبادرت د.الوشمي قائلا: أكاد أحلف لك يا أبا فراس بأن هذه الغرفة هي للزوجة الثانية.. فقال: كيف عرفت؟ فقلت:أنقل لك من رواية أم اسامة، فهي تعيّرنا نحن الرجال بأننا غير أوفياء، وأن الزوجة الأولى تصبر وتكافح مع زوجها في بداياته حتى اذا استقرت أموره بعد عشرين أو ثلاثين عاما، وبات غنيا وميسورا، تأتي الثانية لتقطف الثمرة، وزوجها يسحر بها لأنها صغيرة ومدللة.. فقلت: قياسا على ما قالته أم أسامة، فهذه غرفة النوم الأجمل والأبهى للثانية، وتلك المعتمة للأولى.. يا لتفسيراتنا!! حتى في قصر فراساي يا لهوتي من جدّ على حدائق فراساي ويا حظ اللويسيين الكفرة بهذه الخضرة..اتنعموا بيها من جد.. شيء خرافي ، ومطلّ ساحر على بحيرات وأجمات خضراء لا أروع منها.. نبدأ بهذه الورود، حقيقية وذات رائحة زكية .. حدثتني نفسي الأمارة وقلت: بودي أن أقطف من هذه الورود،-طالما أنا أعيش التاريخ والجمال فلأكملها برومانسية مفرطة وآخذ وردة أشمها وأعلقها في سترتي- فتذكرت ساركوزي وموقفه منا، قلت: حرّم ابن الكلب النقاب في فرنسا، وانحاز للوبان ذاك اليميني المتطرف، وما ح يصدق أوقع في يده، يعمل مني فسيخ ضفدع.. همهمت في نفسي وتعوذت بالله من الشيطان, وإلا فالجاهلية الأولى في يفاعتي والطفل الكامن فيّ ألحتا أن أقطف وردة.. ولكن والله.. يا لروعة هذه الورود التي عرفت السبب في اهدائها الان.. تفتح النفس فعلا وتحلق بالروح.. خلين أكمل وأقول: تذكرت زملاء المجموعة الذين خلفهم زياد الدريس وحرمهم من هذه المناظر الأروع، وسكبت دمعتين .. و ..و أكيد بتقولوا : دجال يا أبوأسامة مين يتذكر أحد هنا..معاكم حق ، بس حبيت أحرّش على زياد الدريس.. تأملوا الجانب الغربي من الحديقة، هذا التنسيق الرائع ، وفي الأسفل بركة السباحة وبحيرة صغيرة ، والله مشينا فيها، ونسينا العالم ونسينا كل شيء، نمشي ونمشي بمتعة لا تضاهى دونما نشعر بالتعب.. لقطة أخرى للقصر مع الحديقة ، وشوفوا الغيوم يا جماعة الخير، عاد شفنا عروسين من اليابان أتيا هنا لشهر العسل، والعروس في لبساها الأبيض تتمخطر، ترى غضينا البصر، لأنها نظرة أولى، وأصلا يابانيين فأية مقارنة مع الفرنسيس، وهذا أدعى لتصديقنا أنها نظرة أولى.. ولكن أنصح أخواتنا اللواتي لم يتزوجن، خذوها مني ، لا يضحكوا عرسانكن عليكن، وياخذوكن لماليزيا.. اشرطي عليه فرنسا، والا يضرب الباب ويفارق..فرنسا وليومين أفضل من ماليزيا لأسبوعين.. ستدعون لي يا فتيات، وأما الشباب فيدعون علي أكيد ههههههههههها هنا الدكتور الوشمي، أم فراس تطمئن عليه وتتصل، والعجيب أننا رأينا غربانا كبارا، وهي كثيرة، ولفت نظر الدكتور الوشمي، وأخبرنا السائق بأنها تأتي في مواسم هجوم على باريس لأكل بيض الحمام.. للأمانة هذا الاتصال لأجل النادي الأدبي ، يتابع من هنا ويلاحقوه زملاؤه، وهو واسع الصدر جزاه الله خيرا، وكان يدلّ علينا بما قاله د.الجاسر بشأن النادي الأدبي بالرياض وفعاليته بعد تسنمه رئاستها، وصدقا: نعم الرجل ونعم الرفيق، فقد كان من مغانمي في هذه الرحلة الباريسية أية بهجة يضفيه هذا المنظر للنفس المعلولة جئنا للضفادع، هنا يا شيخ فؤاد أبو الغيث ويا علي بن خضير الخضير أكلنا الضفدع، ولكن بالنظر، وأظن يجوز ذلك باجماع الفقهاء هذه بركة بديعة تحيطها الضفادع وتشخب بموسيقى الماء شكله لويس إذا زعّلته ماري أنطوانيت يأتي لهذه الضفادع ويتسلى معها.. هنا بركة سباحة آخرى، ولكن هناك خيول، وشكله يعقد اجتماعه لويس صاحبنا مع قادته على طرف البركة هذه.. على الاقدام، نساء ورجال، كبار السن والصغار يمشون بدون عناء ولا كلل، كنت أقول للدكتور الوشمي: هلم ننزل، قال يا أبا أسامة ، انها بعيدة، قلت له: تراها رمية حجر، وفعلا، كلعت رمية حجر بدوية، تمشي وتمشي وتمشي ولا تنتهي، ولكن يا روعة المشي هناك. هيا بالله تروا هذه الخضرة الممتدة التي لا تنتهي، تتمشوا فيها بدون كلل ، ما غير الا الهواء النقي العليل على برودة لذيذة تلذع، وما ثم الا شرحة البال، وصفاء الذهن، ونسيان كل الهموم.. والله ارتحت كثيرا، وتخففت من لأواء وأدواء وعدت معتدل المزاج والحمد لله..طبعا كلانا، د.الوشمي وأنا.. تفرسوا في وجهينا، لتتلمسوا مباشرة مدى السعادة والمزاج الهانئ الذي كنا فيه، وأعرف ماذا يدور في نفوس الأربعينين اللئام من الزملاء، أن لو كان لديكما زوجات جديدات وأنتم في شهر عسل لكنتم أكثر هناء.. ربما!! طبعا ، ما أستطيع أن أودعكم دون أن نعود لمضيفنا الوسيم د.زياد الدريس الذي تابع قصيدة د.سعد عطية الغامدي، وكان -جزاه الله خيرا وبرغم انشغاله بضيوفه وحرصه على الصغيرة والكبيرة لانجاح الزيارة، إلا أنه يتعهدنا –كرما منه وأصالة وأخوة- بالاتصال، ويختلس أويقات فراغ ليتغذى معنا على الطائر ويذهب.. أبو صلاح ههههههههههها بعد وعكته الصحية المسكين، لا يستطيب الاكل، ويتهم زملاء المجموعة بأنهم حسدوه على السمكة المشتعلة.. مسكين رحمته، ما يستاهل