تجد بعض النساء العاملات في العاصمة المقدسة انفسهن موزعات بين الوظيفة والأعباء المنزلية، ما يجعلهن يلجأن إلى شراء وجبات الطعام والمتمثلة في الكبسة والايدامات والمعجنات من قبل نسوة تخصصن في إعداد الأطعمة، إذ أن المرأة العاملة بعد يوم عمل يستمر ثماني ساعات لا تستطيع الدخول إلى المطبخ لإعداد وجبة الغداء لأسرتها، ما يجعلها غير قادرة على التوفيق بين أعبائها الوظيفية والمهمات الخاصة بأسرتها. «عكاظ» التقت عدة نساء عاملات، حيث قالت هيفاء محمد «أجد نفسي موزعة بين ضغط العمل ومسؤولياتي المنزلية، خاصة أنه لا يوجد من يساعدني في أعمال الطهي لارتفاع أجور الخادمات في جميع المواسم، حيث وصلت أجورهن إلى 3000 ريال ولكنني استبدلت خدمتهن بالاستفادة من خدمة النساء اللاتي يصنعن الطعام بجميع اصنافه من مقبلات وكبسة وايدامات ومعجنات، وهن نساء كثيرات لكل منهن تخصص معين». من جانبها أوضحت خديجة السعيد بقولها «ارتحت كثيرا عندما وجدت نساء يحضرن الطعام بنفس جميل وشجعني التعامل معهن أنهن نساء سعوديات ويقدمن أشهى الأطباق وأجمل الخدمات، من ضمنها توصيل الطلبات للمنزل عن طريق المندوب، وهذا أمر مريح جدا وكذلك تنوع النساء في طبخاتهن وأنا سعيدة جدا لتعاملي معهن فهذا مكسب لي ولهن ولا اخفي عليكم أن ما زاد ثقتي بهن أنهن يقمن بعمل الأطباق بأيديهن وهذا أمر تأكدت منه عند تعاملي مع بعضهن واذا كانت عائلتي تعلم بتعاوني معهن فنعم هي تعلم بذلك فعندما يأتي المندوب تقريبا كل يوم او يومين يستلم أبنائي الطلبية ومن ثم أقوم بتحضير الطعام وتسخينه»، وتضيف «بالنسبة للشربة فأحيانا أقوم بعملها بنفسي، كما أنه في نهاية الأسبوع لا يكون لدي دوام فحينها اقوم بتجهيز جميع الاطباق بالمائدة بنفسي وانا في قمة سعادتي». وقالت ام محمد وهي احد الطباخات، «انا سعيدة بعملي من ناحيتين الأولى أنني أهوى الطبخ وهو احد هواياتي، والشيء الآخر أنني أكسب كثيرا من إعداد الوجبات المنزلية لعدد من الموظفات وتحقيق دخل مادي مربح لي ولله الحمد، وكذلك أجد أن معظم زبائني من النساء العاملات اللاتي لا يجدن وقتا للطبخ، وهذا أمر جميل يجعلني أشعر بأنني أشارك في تخفيف الضغوط على المرأه العاملة». أما عن بدايتها في هذه المهنة فقالت «بدأت منذ ثلاث سنوات وكانت بدايتي بأطباق المقبلات البسيطة مثل السمبوسة بأنواعها وورق العنب والكروم وقد شجعني ورود طلبات من قبل بعض النسوة العاملات، وقد بدأت بعمل صواني المعكرونة واللزانيا والمحشي بأنواعه وصينية الخضروات»، وأضافت بقولها «هناك العديد من النساء الطباخات مثلي كل واحدة منهن تتفنن في الأصناف التي تتقنها والآن لدي عدة عاملات من الفتيات السعوديات وهن يعملن تحت متابعتي ويساعدنني في التحضير وكذلك تسجيل الطلبات الواردة وتجهيزها في وقت لا يتجاوز اليومين لأننا نستلم الطلب قبل إعداد الوجبة بيومين». من جانبها أوضحت فاطمة منصور انها تعلمت الطبخ من والدتها وفي البداية كانت خائفة من عدم نجاحها في إعداد وجبات دسمة ولكن وجدت التشجيع من أسرتها ومن النساء اللاتي تتعامل معهن، وبعدها انطلقت في مجال إعداد وجبات الولائم للكثير من الأسر وهي سعيدة بعملها وتكسب الكثير.