×
محافظة مكة المكرمة

مصرع 7 أشخاص حرقًا في مطاردة أمنية بالمويه

صورة الخبر

في زحمة جدول حناجر السماء كل عام. الحناجر التي تحمل القرآن الكريم تتجه إليها الحواس كل عام. تركض القلوب إلى تراويح حنجرة في جامع من الجوامع. الصوت له رنين بالكلم السماوي. مدرسة قراءة القرآن الكريم. حملتها شواهد الذكرى من بلال بن رباح فجر الأصوات القرآنية، وابن أم مكتوم سليل المزامير الداوودية. مع الزمن تكونت مدرسة قراء القرآن الكريم. يذكر أول من حقق التجويد في أداء قراءة القرآن الكريم. أسماء باتت مجهولة إلا من ذاكرة المدونات العربية التاريخية. يذكر أول من قرأ بالتنغيم (أو تحقيق التجويد) هو الهيثم العلاف كما قيل عبيد الله بن أبي بكرة ومحمد بن سعيد الذي إذ تواضعوا على طرق أداء تنغيم الحرف وإيقاعه من أداء الشعر وهو مذكور بتفصيله في كتاب "الأمالي" لأبي علي القالي (901- 967)، و"الأغاني" للأصفهاني (897-967) (حنفي، 2010، ص: 8-9). قاطرة المقرئين لم تقف عند بدايات أو بواكير المواضعة بل تتابعت في القرون اللاحقة بأسماء صالح بن بشير في القرن الثاني الهجري (الثامن الميلادي)، ويحيى بن المبارك وخلف بن هشام البزّار وسليمان بن داوود (الشهير بالشاذكوني) في القرن الثالث الهجري (التاسع الميلادي). ويذكر مؤرخو الحقبتين: الفاطمية والمملوكية، مثل ابن إياس (1448 - 1523) في مدونته العمدة "بدائع الزهور في وقائع الدهور"، والمقريزي (1364م - 1442م) أيضاً في "المواعظ والاعتبار في الخطط والآثار" بأن إنشاء الجامع الأزهر في القرن الرابع الهجري (العاشر الميلادي) كان منعطفاً كبيراً في ما يمكن إطلاقه مجازاً "دولة قراء القرآن الكريم". فقد ترسّخت في تلك الفترة بعض المناسبات الدينية التي أصبحت تقاليد وضع على عرشها قراءة القرآن الكريم، وأخص هلال شهر رمضان وليالي رمضان. يذكر المؤرخ ابن إياس أسماء مقرئين اشتهروا في زمنه مثل فتح الدين عبد المعطي وجمال الدين السكسوني وعلي بن بيبرس الحاجب في القرن الثامن الهجري ( الرابع عشر الميلادي). وقد عرف عند المؤرخ عبد الرحمن الجبرتي ( 1756 – 1825)، صاحب المدونة التاريخية "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" إثر حادثة اغتيال الجنرال الفرنسي كليبر عام 1800 أعدم اثنين من المقرئين الفلسطينيين محمد الغزي وعبد القادر الغزي في القرن الثامن عشر الميلادي. وقد استطاعت مدرسة قراء القرآن الكريم في القرن الرابع عشر الميلادي أن تكون نواة كبرى ليس للقراءة بل للأذكار والابتهالات إذ هي من تراويح القراءة أي الأدعية والتحميد. وأن تتمدد إلى كل منارة حتى أقاصي الشرق من أقاصي المغرب. وقد عرفت مدارس القراءة المصرية والحجازية والعراقية والنجدية والمغربية واليمنية والتركية والباكستانية والجاوية. بعضها يتداخل بحسب الأسس أو المرجعية النغمية، وبعضها يفترق بحسب التراكم التاريخي وتتابع التطور الحضاري. وقد استطاعت تقنيات البث والنقل الحي أو التسجيل في القرن العشرين من تعميم واحدة من مدارس قراءة القرآن الكريم.