شرف صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع مأدبة السحور الخاصة التي أقامها على شرفه رجل الأعمال والأديب المعروف عبدالمقصود خوجة مساء أول أمس الاثنين.. بحضور عدد من أصحاب السمو الأمراء والوزراء وبعض الواجهات الاجتماعية.. •• وخلال هذا اللقاء الرمضاني المفعم بالجوانب الروحانية وبالذكريات المختلفة.. تحدث الأمير سلمان عن الكثير من الأوضاع والمفارقات التي شهدتها بلادنا منذ بداية تأسيسها مقارنة بما تنعم به الآن وقال: •• قد لا تدرك أجيالنا الجديدة التي تعيش بيننا الآن الكثير من تفاصيل العيش في هذه البلاد منذ كان الفرد فيها لا يأمن على حياته.. ونفسه.. وأهل بيته قبل أن تقوم هذه الدولة.. فقد كان الحاج أو المعتمر القادم إلينا من الخارج لا يأمن طريق وصوله من ميناء جدة إلى مكة المكرمة ومنها إلى المشاعر.. مقارنة بما نحن فيه اليوم من أمان.. ننعم به.. وينعم به الوافدون إلينا.. مشاركة المواطنين في بناء الدولة •• وعدد سموه بعض ملامح التغيير الاقتصادي والاجتماعي والثقافي التي شهدتها بلادنا.. واستعرض، خلال حديثه، دور الأسر المعروفة في كل مدينة من مدن المملكة في التأسيس للحياة التجارية والتعليمية والاجتماعية المتنامية.. وعددهم بالاسم مذكرا سموه بما أسهموا به في دعم جهود الدولة لبناء وتنمية هذه البلاد.. •• كما تحدث سمو ولي العهد.. في إطار رده على مداخلات الحضور عن تعامل جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله مع الشخصيات البارزة في كل منطقة بعد دخوله إليها في مرحلة تأسيس الدولة المبكر.. فقال: كلكم يعرف كيف كان تعامله يرحمه الله حتى مع خصومه تعاملا كريما، إذ أصبح الكثيرون منهم من (خاصته) بل ومن أركان دولته.. سواء الذين كانوا موجودين هنا.. أو الذين جاءوا من الخارج.. وعزا سموه متانة قواعد هذه الدولة إلى روح الشراكة التي بثها الملك المؤسس في أرجاء البلاد.. عندما احتوى الجميع وألف بهم وحدة حقيقية لوطن قام على العدل.. وتمسك بالقيم والمثل الكريمة.. الاستعانة بعقول عربية كبيرة •• كما تحدث سموه.. عن استقطاب الملك المؤسس عبدالعزيز لعدد من العقول النيرة من مختلف أنحاء الوطن العربي، وقال سموه في هذا الإطار: إن فكرة الوحدة العربية انطلقت من هنا.. من هذه الأراضي الطاهرة والمقدسة.. لأنها منبع الإسلام.. والعروبة.. واللغة التي تجمعنا وتوحد طريقة تفكيرنا.. فنحن بلد التقت فيه كل الأعراق والحضارات العربية والإسلامية.. وتلاقت فيه الأفكار والثقافات.. واجتمعت على أرضه كل مصادر العطاء لخير الإنسانية.. وأضاف سموه قائلا: لذلك فإنه لم يكن غريبا أن يجمع الملك عبدالعزيز، طيب الله ثراه، أولئك الرجال من حوله، مجسدا بذلك مفهوم الوحدة العربية بأوسع معانيها ومترجما إياها إلى رؤية عصرية لدولة لا تضع حدودا أو فواصل عرقية.. أو مذهبية.. أو فئوية بين الناس.. لأنه، يرحمه الله، كان حريصا على أن يعيد لهذه الأمة قيمتها ومصادر قوتها الأصيلة.. بعد أن جمع ووحد أرجاء هذه البلاد على الخير.. وكون بمناطقها المتباعدة في هذه القارة الواسعة وحدة أرجاء الجزيرة العربية.. وانتقل بعدها إلى توحيد بلدان الأمة العربية.. وشكل فريق عمله من تلك الطاقات الكبيرة ووضع القواعد الصحيحة لمفهوم العروبة على الأرض والواقع.. قبلة العرب والمسلمين •• كما تحدث سموه عن المملكة الآن.. الدور والمسؤولية العربية والإسلامية، وقال: إن بلادكم لتعتز بأنها قبلة العرب والمسلمين في كل مكان من هذا العالم.. فقد شرفنا الله بوجود مكة المكرمة والمدينة المنورة في هذه الأرض.. وجعل فيها بيت الله الحرام ومسجد النبي محمد بن عبدالله.. منارة للمسلمين يهتدون بهما ويتجهون ويجيئون إليها طوال العام حتى أصبحت مكة المكرمة والمدينة المنورة تغصان بالملايين من الوافدين إلينا لأداء العمرة والزيارة على مدى العام والحج في نهاية كل عام.. الملايين تأتي إلينا وقال: إذا نحن قارنا عدد من كانوا يأتون إلى بلادنا قبل سبعين عاما.. بمن يأتون إلينا الآن فإننا سندرك مدى التطور الذي حققناه.. كما يجسد مدى تعلق أبناء الأمة ببلادكم وتطلعهم إلى المجيء إليها.. والبقاء أو العمل فيها أو الزيارة لأماكنها المقدسة.. •• وتساءل سموه: أليست هذه نعمة كبيرة يجب أن نشكر الله عليها.. وأن نعمل على المحافظة عليها.. مسؤوليتنا تجاه الجيل الجديد •• وأضاف قائلا: إن جيلنا الحاضر بحاجة إلى أن يعرف هذه الحقائق.. في عصر تعيش فيه منطقتنا في الحالة التي نراها الآن.. ليدرك كم من الجهود قد بذلت وما تزال تبذل للحفاظ على هذا الوطن الغالي.. وهو ولا شك شريك حقيقي في تنمية وتطور أوضاعه إلى الأفضل بعد أن أصبح هذا الجيل على مستويات عليا من التعليم واكتساب الخبرات والمهارات التي تمكنهم من مواصلة السير بهذا الوطن إلى المستقبل المنشود استمرارا للجهود العظيمة والمخلصة التي شارك فيها أكثركم (مخاطبا الحضور).. ورعتها الدولة وباركتها باستمرار.. •• وكان صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ورئيس المراسم الملكية الأسبق السيد أحمد عبدالوهاب ومضيف سموه عبدالمقصود خوجة قد استعرضوا بعض ملامح تطور هذه البلاد.. وذكرياتهم عن مختلف مراحل هذا التطور باستعراض بعض القصص والمواقف والحديث عن بعض الملامح الحياتية في الماضي والحاضر.. •• حضر هذا اللقاء أصحاب السمو الأمراء تركي الفيصل، وخالد بن سعد، وفهد بن عبدالله بن مساعد، وسطام بن سعود, وسلطان بن سلمان، ومشعل بن ماجد، والأمير الدكتور عبدالعزيز بن سطام بن عبدالعزيز، وبندر بن سلمان بن عبدالعزيز. •• كما حضره بالإضافة إلى وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة كل من السيد احمد عبدالوهاب نائب الحرم، وعبدالله يوسف علي رضا، وعبدالله زينل، وخالد زينل، ومحمد زينل، ومحمد جخدار، والدكتور ناصر الرشيد، ومشعل السديري، ومزاحم الحمود، والدكتور هاشم عبده هاشم، ومحمد الخريجي، ومحمد سعيد خوجة.. وكان مساء جميلا وماتعا أثرته مداخلات الشيخين أحمد عبدالوهاب وعبدالمقصود خوجة عن أجمل الذكريات عن الرياض ومكة المكرمة وجدة بين الماضي والحاضر.. وانتهى بتناول الجميع مأدبة سحور شهدت المزيد من الحوارات والذكريات الماتعة.