بعد سقوطه في الدور قبل النهائي ببطولة كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2012) ساور الشك ألمانيا في قدرة المدرب يواخيم لوف على بناء فريق يستطيع المنافسة على ألقاب البطولات الكبيرة. وبعد مرور عامين لم يعد هناك أي شك في أنه الشخص الوحيد القادر على أن يقود الفريق لعهد كامل من الإنجازات والألقاب. وقال فولفجانج نيرسباخ رئيس الاتحاد الألماني للعبة بعد الفوز على المنتخب الأرجنتيني 1/0 في المباراة النهائية لمونديال 2014 بالبرازيل والتتويج باللقب العالمي الرابع "نرتبط بعقد (مع لوف)". وأضاف نيرسسباخ أن لوف سيستمر بالتأكيد في عمله مع الفريق حتى نهاية عقده في 2016. وأشار نيرسباخ إلى المقولة السابقة لفيسنتي دل بوسكي المدير الفني للمنتخب الأسباني عندما قال "إنني بطل العالم وهدفي التالي هو التتويج باللقب الأوروبي". ويبلغ متوسط أعمار لاعبي المنتخب الألماني (المانشافت) الفائز باللقب العالمي 25.7 عاما علما بأن هذا المتوسط لجميع اللاعبين الـ 23 الموجودين بقائمة المنتخب الألماني في المونديال البرازيلي ومن بينهم المهاجم المخضرم ميروسلاف كلوزه (36 عاما) واللاعبون المخضرمون فيليب لام (30 عاما) وباستيان شفاينشتيجر (29 عاما) وبير ميرتساكر (29 عاما). ومن الصعب إن لم يكن مستحيلا أن يشارك كلوزه في المونديال القادم عام 2018 بروسيا بينما قد تكون الفرصة سانحة أمام اللاعبين الثلاثة الآخرين للمشاركة في المونديال القادم. وبخلاف هؤلاء اللاعبين الأربعة تبدو الفرصة سانحة أمام عدد من اللاعبين للمشاركة في المونديال القادم وربما في المونديال التالي والمقرر في قطر عام 2022. ومن هؤلاء اللاعبين يبرز كل من حارس المرمى مانويل نيوير (28 عاما) وسامي خضيرة (27 عاما) وبينديكت هوفيديس (26 عاما) وماتس هوملز (25 عاما) ومسعود أوزيل (25 عاما) وجيروم بواتينج (25 عاما) وتوماس مولر (24 عاما) وتوني كروس (24 عاما) وأندري شورله (23 عاما) وماريو جويتزه /22 عاما/ بخلاف اللاعبين ماركو ريوس (25 عاما) وإلكاي جيوندوجان (23 عاما) اللذين غابا عن صفوف الفريق في المونديال البرازيلي بسبب الإصابة. وقال أسطورة كرة القدم الألماني فرانز بيكنباور في مقابلة مع قناة "سكاي سبورت" "سيكون من الصعب للغاية التغلب على المنتخب الألماني". مشيرا إلى أن لوف قاد الفريق للسيطرة على الكرة العالمية مثلما كان المنتخب الأسباني في السنوات الماضية. ولكن السؤال الآن هو هل يستمر لوف (54 عاما) في عمله مع الفريق ليصبح مهددا بإهدار ما حققه من كبرياء كروي في مسيرته التدريبية في المونديال البرازيلي إذا فشل في التتويج بلقب يورو 2016 بفرنسا. وقال كروس "إنه قراره.. سيكون من الجيد للكرة الألمانية أن يستمر مع الفريق ولكنه سيحتاج للتغلب على كثير من الصعاب". وقال هانزي فليك المدرب المساعد للوف إنه لم ير أي مؤشرات على إمكانية رحيل لوف من تدريب الفريق. ويعتبر فليك أحد المرشحين لخلافة لوف في حالة تركه المنصب ولكن فليك أوضح أنه يتوقع استمرار لوف وقال "أتمنى هذا تماما". وتولى لوف تدريب الفريق في 2006 خلفا للمدرب يورجن كلينسمان بعدما عمل لوف مساعدا لكلينسمان على مدار عامين. وأعرب لوف عن تقديره التام لعمل كلينسمان مهديا له هذا اللقب العالمي وقال "هذا المشروع بدأ قبل 10 سنوات واللقب هو ثمرة الجهد الذي بدأ منذ أن كان كلينسمان مديرا فنيا للفريق. بدأ العمل مع كلينسمان وامتد معنا". وأدار كلينسمان ولوف الثورة الأيديولوجية في كرة القدم الألمانية حيث أصبح لها أسلوب لعب حديث وبدأت بعدا جديدا اندمجت فيه قوة الأداء والتألق في استغلال الكرات العالية مع المهارة والسيطرة على الكرة. وكان هدف الفوز في نهائي المونديال البرازيلي والذي سجله ماريو جويتزه في الدقيقة 113 من المباراة أمام المنتخب الأرجنتيني نموذجا لهذا التحول في كرة القدم الألمانية. ويقتصر طول جويتزه (22 عاما) على 1.76 متر ولكنه يتمتع بأداء فني وخططي رائع كان نتاجا لعملة الإصلاح التي بدأتها الكرة الألمانية منذ بداية القرن الحالي وبالتحديد منذ السقوط المدوي للفريق في الدور الأول ليورو 2000. وبعدما أعاد لوف الكرة الألمانية لفرض سطوتها على الساحة العالمية يعود المدرب المتألق إلى الراحة وقضاء الإجازة مع زوجته في منزلهما بضواحي فرايبورج.