تناول الكاتب الصحفي، علي بن حسن التواتي، في مقاله المنشور بصحيفة «عكاظ», إصرار مخرج المباراة النهائية لكأس العالم 2014 بين منتخبي ألمانيا والأرجنتين على إقحام الدين في الرياضة من خلال إبراز الطابع الديني المسيحي في المباراة بتسليط الكاميرات على تمثال شهير بالبرازيل يمثل شخصية المسيح عليه السلام, بالإضافة إلى تسليط الضوء على المطربة الأمريكية (ريحانا) التي نقشت على جسدها وشم بالعربية بعنوان (الحرية في المسيح), مؤكداً أن هذا يعد التفافا حول قوانين الفيفا. لمطالعة المقال : إصرار البرازيليين على إقحام الدين في الرياضة أصر مخرج المباراة النهائية لكأس العالم في ملعب ماراكانا في ريوديجانيرو البرازيلية على جذب أنظار ملايين متابعي المباراة في كافة أنحاء العالم بنقل الكاميرا بطريقة ممجوجة في ما بين أحداث المباراة وتمثال كبير للمسيح عليه السلام وهو باسط ذراعيه في دلالة رمزية لاحتضانه المونديال ومن يشاركون به. ولقد تعزز هذا المعنى بتلوين التمثال بالليزر بألوان أعلام الدول المشاركة في المونديال وفي يوم النهائي بألوان علمي ألمانيا والأرجنتين وأخيرا بألوان علم ألمانيا. ويعتبر التمثال المعروف بمسمى (المسيح الفادي) والذي دشن سنة 1931 رمزا قويا للمسيحية كما أنه أصبح أيقونة للمدينة ومعلما سياحيا يزوره ما لا يقل عن 8 ملايين سائح ومتعبد في العام. وسبق أن تعرض لصاعقة حطمت رأسه وأجزاء أخرى منه قبل أن يتم ترميمه قبل افتتاح فعاليات المونديال بقليل. ولم يكتف الإعلام البرازيلي بهذه الإشارة بل ركز ايضا على شخصية (ريحانا) المطربة الزنجية الأمريكية التي كانت ترقص شبه عارية في المدرجات لتكشف عن مكان في جسدها نقش عليه وشم بالعربية يقول (الحرية في المسيح). وبهذا تمكن من يقفون خلف صبغ مونديال 2014 بالصبغة المسيحية من الالتفاف على تحذيرات الفيفا المتكررة للاعبين بعدم الخلط بين الرياضة والمعتقدات الدينية بل إن في ما أقدموا عليه تحديا واضحا للفرق المسلمة كالجزائر والفرق التي تضم مسلمين ومنها الفريقان الألماني والفرنسي اللذان يضمان لاعبين مسلمين مؤثرين لا يرددون النشيد الوطني للبلاد التي يحملون جنسيتها ولا يوافقون بالتأكيد على صبغ مشاركتهما بصبغة دينية مخالفة لو استشيروا. وأقول التفافا على تحذيرات الفيفا لأن اللاعبين البرازيليين كانوا خلف صدور مادة الفيفا الرابعة في 1 مارس 2014 لتنظيم ما يحمله اللاعب من ملابس ومعدات داخل الملعب والتي نصت على التالي: (يمتنع اللاعبون عن رفع القميص الخارجي عن لباس داخلي يظهر شعارا سياسيا أو دينيا أو شخصيا أو عبارات مكتوبة أو صورا أو إعلانات عدا شعار المصنع. ومن يقدم على ذلك من اللاعبين يكون عرضة للعقوبة من الجهة المنظمة ومن الفيفا). ولقد أرسل الفيفا خطابا تحذيريا للاتحاد البرازيلي لكرة القدم لتذكيره بهذه المادة وبالعمل على ابعاد التبشير عن الرياضة خاصة بعد تكرار السلوك التبشيري من اللاعب البرازيلي (كاكا) وعدد من زملائه في المنتخب البرازيلي ممن لا يتوانون عن التعبير عادة عن مشاعرهم الدينية الجياشة بالركوع على الركب ورفع اليدين بوضع الحضن المفتوح مع الكشف عن قمصان داخلية كتبت عليها عبارات تبشيرية مسيحية. ويأتي هذا التحذير للاتحاد البرازيلي بعد تمرير الفيفا للمظاهرة التبشيرية التي تعمدها لاعبو منتخبهم بإظهار قمصانهم الداخلية التي كتبت عليها عبارة تبشيرية وهم يرفعون كأس القارات على منصة التتويج في ألمانيا 2005. ولكن يبدو أن البرازيليين الذين تعرض فريقهم لإذلال تاريخي على يد الألمان وحرموا من لذة متابعته في المباراة النهائية في هذا المونديال الذي بذلوا الغالي والنفيس لاستضافته، استغلوا عدم وجود نص مكتوب من الفيفا عن عقوبات تمس الإيحاءات الدينية خارج الملعب فوقتوا انتقامهم من الفيفا مع المباراة النهائية ليقولوا كلمتهم ويصبغوا المونديال بطابعهم الديني الخاص رغما عن الجميع. وحتى تفهم رسالتي في هذه المقالة بوضوح أود التنويه على أنني لا أنكر على البرازيليين تدينهم بالضبط كما أرفض أن ينكر أحد علي أو على غيري من أي دين تدينه، ولكن أنكر عليهم استفزاز آلاف الملايين من اتباع الديانات الأخرى بفرض دعايتهم عليهم باستغلال محفل عالمي يشارك به الجميع ويتحمل أعباء عقده الجميع، فشعوب الأرض التي تنفق على الفيفا لينظم نشاطاتها الرياضية لا تنتمي كلها لدين واحد، فمن الخير للجميع إذن أن تبقى النشاطات الرياضية بعيدة عن كل هذا. وفي الختام، آمل أن يتخذ الفيفا الذي حرم الفريق النسوي الإيراني من ألعاب لندن الأولمبية 2012 بسبب الحجاب باعتباره رمزا دينيا قبل أن يعود ويتراجع عن الحرمان بعد فوات الأوان على اتخاذ إجراء ما في هذه المسألة، وأهمس في أذن القائمين على حقوق النقل الحصري في قنوات (بي إن الرياضية) بأنه كان من المهم التنبه لمثل هذه الممارسات التي قد تكون خارجة عن أيديهم بالاحتجاج فورا على المسؤول عن هذا الإخراج للمباراة النهائية، وأوصيهم بالحرص على تلافي تكراره في المستقبل. رابط الخبر بصحيفة الوئام: علي التواتي يكتب: مونديال البرازيل أقحم الدين في الرياضة