إن الشباب هم أساس التطور الحضاري لجميع بلدان العالم؛ فهم الطاقة المتوقدة القادرة على البذل والإنتاج والوصول إلى أعلى درجات الرقي المجتمعي، وإلى التنظيم المتكامل والمتنامي.. إننا إذا احتضنا شباب الوطن المتعلم والمثقف في كل شؤون ومتطلبات الوطن فإننا نضعهم في المسار الصحيح والإيجابي الذي ينبع من خلاله التفوق والنجاح في الصروح كافة، والمعابر السامية كافة التي تنير أرجاء الوطن.. إن العائق الذي يعانيه أغلب الشباب في وطننا أنهم لا يجدون قبولاً من الآخر من الفئات التي تسبقهم في السن أو الخبرة؛ لأن هناك ربما فجوة يعتقد فيها جميع الأطراف أنه الأصح، وأنه الأجدر، بينما لو أوجدنا مبدأ التعاون البشري لتغيرت المفاهيم، ولوصلنا لإسهامات جيدة تؤمن للجميع التكامل البنائي بما يرضى الجميع.. إن الشباب المتعلم في وقتنا الحالي يحمل العديد من الأمور المتميزة والبناءة، التي تواكب العصر الحديث والمتقدم. فعلى سبيل المثال، عندما يعود الآلاف من دول الابتعاث محملين بالعلوم من أرقى جامعات العالم المتطور، ويقعون في بعض الإشكاليات الاجتماعية؛ وذلك لعدم تقبلهم لأمور معينة، أو لأنهم يحملون فكراً مغايراً لما هو السائد في المجتمع، فإننا بذلك نخسر أبناءنا الذين هم جزء من كياننا، ولكن عندما نتيح لهم المشاركة الفكرية والعلمية والعملية، ونستمع لآرائهم واقتراحاتهم وطموحاتهم بالأساليب المرنة والمحترمة، فسنجني ثمار التجانس والتآلف، وسنجني الإبداعات من داخل أرض الوطن.. إن الشباب المتعلم الحالي هم جيل التكنولوجيا الحديثة، وجيل الازدهار العصري، ولديهم الكثير والكثير الذي تعلموه واستفادوا منه داخلياً وخارجياً، وإذا تمكنا من فهم مكنوناتهم وقدَّرنا عطاءاتهم فسندرك أنهم يستحقون الكثير من الرعاية والإشادة.. إن الشباب المتعلم نجدهم في جميع التخصصات، في الطب والكيمياء والفيزياء والتقنية والأحياء والهندسة، وغيرها من التخصصات العديدة التي تشكل نبض الحياة في كل دول العالم المتقدم، وهم الثروة الحقيقية، الذين سيحولون المجتمع إلى المعرفة والسمو، إذا وكلنا لهم أغلب الأمور النهضوية في أركان الإدارات الحكومية والخاصة، وشاركناهم بالخبرات السابقة.. إننا إذا فعَّلنا فكرة اللجان في مناطق الوطن، وجعلنا الشباب المتعلم يشاركون بأفكارهم وأطروحاتهم التي اكتسبوها بالطرق العلمية الممنهجة، فسنتمكن من تطوير كل المناطق، وذلك سيعود علينا مستقبلاً بالشيء الراقي والمنظم.. إن الشباب في الوطن يمثلون العدد الأكبر، وهم الأكثرية، وإذا رسمنا معهم خطط التنمية، وأتحنا لهم الفرص، فسيكون التوجه مُرضياً للقيادة والشباب.. إن الانتماء مصدره القبول والمراعاة، وليس النقد والإقصاء لأمور من الممكن أنها خارجة عن أغلب الأشخاص الشبابية، وذلك لواقع حالي يعيشون في إطاره.. أشكر من أعماق قلبي كل مسؤول في وطني، يقف ويعين الشباب الذين يملكون المهارة والفكر والعلم، ويخرجهم للأضواء؛ حتى يكونوا مصدر إنارة وحضارة وإبداع.. إشراقة: عندما نقبل الشباب القادم، ونقدر علمهم وفكرهم ومهاراتهم، فإننا نسلك الطريق الصحيح الذي يجنبنا الجمود والتراخي عن المواصلة نحو العالم الأول.