×
محافظة المنطقة الشرقية

“تعليم الشرقية” يوجه المعلمات إلى المدارس

صورة الخبر

محمد علي الملاكم الشهير، اسمه يعرفه الكل حول العالم. سواءً ذهبتَ لسهول غانا الإفريقية أو مكاتب ألمانيا الأوروبية، سواءً جُلتَ غابات ماليزيا الآسيوية أو ثلوج كندا الأمريكية الشمالية أو أحياء ريو دي جانيرو الفقيرة في الأمريكية الجنوبية، فستجد أن اسم محمد علي اسمٌ لا يكاد يجهله شخص، وكم يستحق هذه الشهرة وهذا الإعجاب. أولاً يجدر بنا تصحيح اسمه، فالشائع عند العرب تسميته «محمد علي كلاي» وهذا خطأ فادح، فقد كان اسمه في السابق كاشيوس كلاي، ولما أسلم غيّر اسمه بغضاً لاسمه القديم، لأنه اسم رجل أبيض سماه به أبوه عليه، وقد كان محمد علي يكره هذا الاسم ويسميه «اسم العبودية» إشارة لاستعباد البيض للزنوج في أمريكا، ويغضب إذا أصر أحد على تسميته بهذا الاسم (وكان بعض خصومه يفعل هذا لاستفزازه)، ومن أشهر ما حصل في هذا هو أن محمد علي تواجه في حوارٍ تلفازي مع أحد خصومه قبل مباراة الملاكمة بأيام وأنكر عليه تسميته باسمه القديم وطلب منه تسميته محمد علي فقط وليس كاشيوس كلاي، فأصر الخصم على الاسم القديم محاولاً استفزاز محمد علي، فلما بدأت الملاكمة تفوّق محمد علي على خصمه تفوقاً فائقاً، وكان كلما ضربه ضربة صاح به: «ما اسمي؟ ما هو اسمي؟» نكاية به وتقريعاً. ما سبب عظمته؟ ليس فقط لأنه أفضل ملاكمي الوزن الثقيل الذين عرفهم التاريخ، وإنما أفعاله خارج حلبة الملاكمة هي التي أعطته هذه السمعة، فقد كان دائم المطالبة بحقوق الزنوج الأمريكان، ورفَضَ الخضوع والذل أمام الطغاة، وفي تلك الفترة (الستينات الميلادية) كانت التفرقة العنصرية لا زالت شديدة القوة والزنوج محل احتقار وتمييز وإذلال بل والقتل والتعذيب أحياناً، ورغم أنّ جمهور الملاكمة أكثرهم من البيض إلاّ أنّ محمد علي غامر بسمعته من أجل أمته، فواصل المناداة بحقوق السود وأنكر الظلم الذي مارسه البيض، واعتز بلونه وأصله وملامحه الأفريقية، وفي عام 1964م انضم محمد علي إلى طائفة تسمّى «أمة الإسلام» وبعدها بعشر سنين أسلم على مذهب أهل السنّة والجماعة، بعد أن اتضح له ضلال تلك الطائفة التي تنسب نفسها للإسلام زوراً وليس لها من الإسلام نصيب. بعد أن انضم إلى تلك الطائفة وغيّر اسمه ناله المزيد من الكراهية من قِبل الأمريكان، فقد كان الكثير منهم يعاديه سابقاً بسبب سواده فصار الآن منضماً إلى طائفة عنصرية تدعي الإسلام وهذا ما قَلَبَ الكثير من الناس ضده، وصاروا يهتفون ضده بشكلٍ مسموع في مبارياته، ووصل محمد علي إلى قمة المعاداة لما رفض الانضمام للتجنيد الإجباري عام 1967م، ووقتها كانت أمريكا تُبيد وتحرق شعب فيتنام، فوقف شامخاً كالصرح العظيم أمام دولة كاملة اتحدت ضده، وقال: إنني أهدف في مبارياتي أن أفوز فوزاً نظيفاً، لكن الهدف من الحروب هو أن تقتل الأبرياء وتقتل وتقتل وتستمر في قتلهم. وقال لمن اجتمع ضده من الناس والصحفيين والعساكر (والذين كانوا كلهم أو أكثرهم من البيض): لماذا أسافر 10 آلاف ميل لأساهم في قمع وتدمير هؤلاء الناس، وأنتم أيها البيض تعاملوننا معشر الزنوج كالكلاب ولا تعطوننا أبسط حقوقنا؟ بعدها تريدوننا أن نساهم في حربكم الاستعمارية هذه لنُذِل المزيد من الأمم لكم؟ هددوه بالسجن فأصر على موقفه الشجاع، وفي النهاية لم يسجنوه لكنهم أوقفوه عن الملاكمة 3 سنين كانت من أفضل سنينه، وعاد بعدها ليسطر ملاحم مدهشة في حلبة الملاكمة ، لكن أعظم ملاحم هذا الرجل العظيم كانت خارج الحلبة، في ميادين الحرية والإباء والعز. إنه محمد علي، عظيم من العظماء.