×
محافظة المدينة المنورة

مشاهدات من داخل الحفل

صورة الخبر

خلود غنام- سبق- الرياض​:​ ​اشتكى​ عدد من أطباء جازان أن النتائج والسياسات المتبعة منذ افتتاح كلية الطب بأنها لا تبدو مشجعة وخصوصاً فيما يتعلق بخريجي الكلية من الأطباء. سبق فتحت هذا الملف والتقت عدداً من الأطباء غير الراضين عن سياسات طب جازان. وفي التفاصيل، قال طبيب النساء والولادة متخصص بطب وجراحة الأورام النسائية الدكتور خالد عكور لـسبق: لا يزال معيدو طب جازان من الأطباء حديثي التخرج يعانون من تقاعس الجامعة تجاه مطالبهم البديهية، والتي قد تضمن حلاً كبيراً لمشكلة شح الكوادر الصحية الذي عانت ولا زالت تعاني منه المنطقة، فهؤلاء الأطباء - معيدو كلية الطب بجامعة جازان- تأخروا كثيراً عن ركب أقرانهم من خريجي كليات الطب بالجامعات الأخرى، بسبب إصرار الجامعة على أطبائها بأن يكملوا برامجهم التدريبية الطبية في دول أمريكا الشمالية، وعدم السماح لهم بالاندماج في برامج التدريب التابعة للهيئة السعودية للتخصصات الصحية، كما تفعل باقي الجامعات السعودية التي تقبل من يحصل على البورد السعودي أو العربي وتقوم بابتعاثهم للحصول على التخصصات الدقيقة فقط. وتابع قائلاً إن أطباء جامعة جازان ورغم الدرجات العالية التي يحققونها في الاختبارات المطلوبة للتقديم لكندا أو أمريكا، إلا أن التنافس الشديد في أغلب التخصصات، وقلة المقاعد في دول شمال أمريكا في تخصصات البورد مقارنة بالسنوات الماضية، يحول بينهم وبين تحقيق أحلامهم بإكمال تدريبهم كاملاً في هذه الدول. يؤكد عكور لـسبق: إصرار إدارة الجامعة على اتباع هذه السياسات والمعايير رغم الامتعاض المتواصل من المعيدين الذين اجتمعوا بعميد كلية الطب أكثر من مرة، و الذي ذكر بأن الأمر هو من إدارة الجامعة وأنه خارج تماماً عن إرادته، ورغم مقابلة مجموعات من المعيدين لمدير الجامعة أكثر من مرة أيضاً لبحث الموضوع ولكن دون فائدة، حيث إن المبرر الذي تكرر على مسامعهم هو حرص الجامعة على الجودة، وإن هذه السياسة ستؤتي ثمارها على المدى البعيد وإن من لا يجد في نفسه الكفاءة ليبتعد عن السلك الأكاديمي، الأمر الذي اضطر بعض الأطباء المعيدين لمغادرة الجامعة والمنطقة بأسرها، والتوجه لجامعات أخرى أكثر تفهماً ومنطقية تسمح لمعيديها بالبرامج التدريبية المحلية، وتعترف بمن يحصل على البورد المحلي وتمنحه الدرجة الوظيفية المناسبة والعادلة، اختصاراً لحياته المهنية واستفادة من خدماته لأبناء وطنه أثناء فترة تدريبه، علماً بأن بعض هذه البرامج المحلية ومنها برامج التخصص العام تحمل اعترافاً دولياً لا يقل شأناً عن برامج أمريكا الشمالية. قال عكور عند النظر للغة الأرقام التي تغني عن كل لغة فقد تم قبول ستة وتسعين معيداً منذ إنشاء الكلية، قُبِل منهم عشرة فقط خلال عشر سنوات في برامج أمريكا الشمالية وأوروبا، بينما حصل ثلاثون آخرون على قبولات بحثية لعلها تساعدهم في الحصول على مقاعد تدريب إكلينيكي، وبقي ستة وخمسون منهم في انتظار المجهول، الأمر الذي دفع بواحد وعشرين معيداً للاستقالة من الجامعة، بحثاً عن مستقبل أفضل، والله وحده يعلم عن مصير الباقين. وذكر أنه عند بدء قبول المعيدين بالكلية كانت أعدادٌ كبيرة تُقبِل على الإعادة بالكلية حيث كان المعدل في أولى السنوات ٢٠ معيداً بالسنة، ولكنه وللأسف انخفض في السنوات التي تلته بشكل مخيف وباعث على القلق ليصل إلى 3 معيدين تقريباً بالسنة حيث تم قبول سبعة معيدين فقط في السنتين الأخيرتين، بينما كليات الطب في المناطق الأخرى تعجّ بعشرات المعيدين والأساتذة المساعدين السعوديين المقبولين سنوياً. كشف عكور لـسبقعن تزايد مخاوف أهالي منطقة جازان حيال هذه المشكلة خصوصاً في ظل اقتراب افتتاح المستشفى الجامعي والمستشفى التخصصي ومستشفى الأمير محمد بن ناصر والتي يعوّل عليها أهالي جازان كثيراً لرفع المستوى الصحي، متسائلاً هل تتسبب هذه السياسات الفردية في طب جازان إلى ازدياد الهجرة والنفور من الأطباء لخارج المنطقة رغبة في تحقيق أحلامهم و مستقبلهم واللحاق بركب زملائهم، أم أن الجامعة ستتنازل عن بعض قناعاتها لإعادة الأمل للمنطقة وضخ دماء شبابها وأطبائها . من جهة أخرى قال معيد قسم الأطفال بجامعة جازان الدكتور أحمد الحربي لـسبق: يصاحب هذه السياسة تعنت واضح من إدارة الجامعة في عدم فتح البرامج الداخلية من غير بديل واضح يسير دفة الكلية، فهو أمر غير مقبول وخصوصاً في ظل شح الكادر السعودي المتميز، ناهيك عن أن إدارة الكلية ابتداء بعميدها ووكلائه هم من خريجي البرامج الداخلية، فكيف ترضى الجامعة بخريج البرنامج السعودي عميداً للكلية ولا ترضى به عضواً لهيئة التدريس؟!، ويضيف الحربي أنا هنا أتحدث عني وعن زملائي الذين أنهينا اختبارات القبول في أمريكا وكندا، ونحن قد تخرجنا منذ أكثر من أربع سنوات ولم يحالفنا الحظ في القبول في أي من تلك البرامج هناك، فما هو مصيرنا بعد كل هذه السنين، إذ إن إدارة الجامعة لم تقبل بفتح الابتعاث الداخلي لنا، بل أشارت إلينا بالتحويل للوظائف الصحية أو الاستقالة والتي اتبعها العديد من الزملاء حتى لا تمضي زهرة شبابهم بحثاً عن قبولات هي في علم الغيب، وأنا هنا أتساءل عن السبب الرئيس وراء هذه الاشتراطات ،هل هو ضعف التدريب الطبي في البرامج الداخلية، أم عدم ثقة الجامعة بالأطباء السعوديين وطريقة تدريبهم هنا . يؤكد معيد بقسم الأمراض بكلية الطب جامعة جازان الدكتور عزالدين عكمي لـسبق قائلاً أمضيت أربع سنوات وأنا أراوح مكاني والحسرة تأكل عقلي وأنا أرى زملائي يسيرون في ركب التخصص، ولم أتحرك قيد أنملة نتيجة التعقيدات التي وضعتها الجامعة أمامنا من حيث اشتراط التخصص في الخارج. وأضاف عكمي أنهيت اختبارات القبول في أمريكا وكندا وتقدمت للزمالة ولم أحصل على أي قبول، ثم اتجهت لفرنسا ولم يكن الحال بأفضل من سابقتها، وضاقت علي الفرص مع تقادم سنة تخرجي ولم ترض الكلية بإعطائي فرصة للتدريب في أحد المستشفيات الكبيرة في السعودية أبداً، ولو حتى من غير الحصول على درجة علمية، لأجل الحصول على توصيات تساعدني للتقديم في الخارج. قال استشاري الأطفال حديثي الولادة ورئيس قسم الأطفال بكلية الطب بجامعة الملك سعود الدكتورعبدالرحمن النمري لـسبق هذا التعنت عانته جامعة الملك سعود في الخمس سنوات الماضية وكنت على ثقة بأنه سيتم الاعتماد على البرامج المحلية كالزمالة السعودية والعربية في التخصص العام. وأضاف قائلاً : لا يوجد هناك فروق واسعة بينها وبين البرامج الكندية أو الأمريكية، وقد تكون أفضل من البرامج الأوروبية وذلك لوجود العديد من استشاريي التخصصات الدقيقة. وأشار إلى أنه انضم مع عدد من الأكاديميين المرموقين للبرامج المحلية نتيجة توقف الابتعاث في بداية التسعينات وأصبح منهم عمداء لعدد من الكليات . وأكمل إن بناء المعيد قد يختلف عن بناء وتدريب طبيب إكلينيكي غير أكاديمي، لذلك فإنه من الأنسب ابتعاث معيدي الجامعات داخلياً لمراكز كبرى. وأردف أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية تسعى للحصول على اتفاقية من قبل الكلية الملكية بكندا للبرامج المحلية، بحيث يستطيع الحاصل عليها دخول البورد الكندي بعد السنة الأولى من تدريب زمالة التخصص الدقيق. تواصلت سبق هاتفياً بالمتحدث الإعلامي لجامعة جازان الدكتور إبراهيم أبو هادي الذي أبدى استعداده مشكوراً للرد على استفسارات وأسئلة الصحيفة لمعرفة رأي ووجهة نظر الجامعة فيما نسبه عدد من الأطباء خريجي الجامعة، حيث تم إرسال الأسئلة عبر إيميل الصحيفة ولكن للأسف وبعد الاتصالات المتكررة معه لم يتم الرد حتى تاريخ إعداد التقرير.