×
محافظة المنطقة الشرقية

أوربت علقت الجرس

صورة الخبر

تفطرت كبدي وتمزق قلبي إربًا إربًا حينما رأيت الصور والمقاطع تعرض عن إخواننا المكلومين في غزة، من رأى تلك الصور فسيذوب قلبه ولو كان قطعةً من حديد. وخصوصا الفتاتين اللتين كان الأعداء يسحبون أمهما إلى السيارة وهما تبكيان، والكلاب لم ترحم تلك الدموع البريئة! الطفلتان تبكيان بكاء الطفولة التي سلبت! بكاء الحرية التي صودرت، بكاء التساؤل المستغرب: ماذا صنعنا بتلك الكلاب الصائلة؟! بكاء يَتَّم المسلمين والعرب الذين ذهبت ريحهم وعقمت نساؤهم أن تنجب مثل صلاح الدين والمعتصم! مضت السيارة حاملة الأم تجر فيها أذيال الأسى، وتفكر ما يصنع الأعداء في أطفالها من بعدها. ذهبت السيارة والطفلتان تنطلقان خلفها جريا، ولكن أوقفهما البكاء لا سرعة السيارة، أوقفهما الدموع التي ملأت المحاجر وأعمتهما أن يدلوا معالم الطريق! لقد أخذوا قلبيهما إلى السيارة وهواءهما! لسان حالهما يتساءل: ماذا سيفعلون بها؟! صبرا أيها الأطفال صبرا، وإن زاد بكم الأسى وتفطرت قلوبكم وكذلك قلوبنا ونحن خلف الشاشات نتابع بصمت! لكنّ هناك ربًّا يدير الكون ويعلم السر والنجوى! ولكن مدد منك يا الله! فإنه هالنا يا رب ذل وآلام ومشاهد لا تتحملها الجبال الرواسي! صبرا يا أطفال المسلمين جميعا، وإن تركناكم وأوصدنا الباب دونكم وتركناكم تواجهون الطيارات والصواريخ والدبابات في سلاح البراءة والطفولة، فهناك رب يعلم أوضاعكم ويسمع نجواكم. أيتها الفتاتان لقد أتعبني مشهدكما وأعيد المقطع وأبكي بحرقة الحيرة وقلة الحيلة مثلكما، وكم من مشهد لم نكمله من شناعته رفقا بقلوب عاشت بإنسانية ورأت شيئا ليس فيه من الإنسانية شيء، تُجدد جراحنا ومواجعنا حينما نرى فعل الأعداء فيكم. ما زال سهمُ الأمس في القلبِ يندسُ والجرحُ في أضلعي أطويهِ يا قدسُ أيتها الفتاتان ويا أطفال غزة وجميع الذين توشحوا رداء الأبرياء وظلموا في بقاع الأرض قاطبة، صبرًا فهناك مشهد آخر وحلقة أخيرة من هذا المشهد، سينال كل منا جزاءه، وستغسل أنهار الجنة كل الآلام ومرارة الفقد والاستبداد ما حل بكمُ! أيتها الفتاتان حتى الحزن سيرحل كما رحل أبواكما؟ وإن سألتماني متى أيها الكاتب؟ أقول: يوم الحساب يوم الميعاد! لا تحزنا هناك حلقة أخيرة ومشهد ثانٍ من هذا المسلسل! وحياةٌ أخرى.. أبدية. أخي إن نَمُت نلقَ أحبابنا فروضات ربي أعدت لنا وأطيارها رفرفت حولنا فطوبى لنا في ديار الخلود للتواصل: almohand999@ رابط الخبر بصحيفة الوئام: حتى الحزن سيرحل!