انقضت سريعًا 32 يومًا و64 مباراة من بطولة كأس العالم لكرة القدم التي استضافتها البرازيل للمرة الثانية في تاريخها؛ حيث شهدت هذه النسخة العشرون من المونديال عودةً لتحقيق الأرقام القياسية. فبعد مرور أربعة وعشرين عامًا، عادت ألمانيا وتوجت باللقب العالمي الرابع لها (بعد الفوز في نسخ 1954 و1974 و1990)، لتصعد على قمة المنتخبات الأوروبية الفائزة، مع إيطاليا. وبالانتصار في نهائي المونديال، أمس الأحد (13 يوليو 2014) على الأرجنتين بهدف نظيف حمل توقيع اللاعب ماريو جوتزه (الدقيقة 113)؛ ارتفع رصيد الأهداف في البطولة إلى إجمالي 171 هدفًا في 64 مباراة، ليتساوى مع الرقم القياسي لأكبر عدد من الأهداف في المونديال بنسخة فرنسا 1998. وتخطى مونديال البرازيل بفارق كبير معدل الأهداف الذي تم تسجيله في جنوب إفريقيا 2010؛ حيث تم إحراز 145 هدفًا، وأيضًا مونديال ألمانيا 2006؛ حيث تم إحراز 147 هدفًا. وأصبح جيمس رودريجيز هداف المونديال بستة أهداف، وهو الرقم الذي فشل منافسوه في تخطيه رغم خروج منتخب بلاده كولومبيا من ربع النهائي أمام البرازيل، ليعد أول لاعب في بلاده يحقق هذا الإنجاز. وهناك عدد آخر من الأرقام القياسية تحطمت خلال فعاليات البطولة التي انطلقت في الـ12 من يونيو الماضي: - الهداف التاريخي للمونديال: كان المهاجم البرازيلي المعتزل رونالدو قد سجل هدفه الـ15 في مونديال ألمانيا 2006 ليصبح الهداف التاريخي للمونديال، بعد أربع نسخ شارك فيها، وكان ملاحقه المهاجم الألماني المخضرم ميروسلاف كلوزه قد وصل البرازيل وفي جعبته 14 هدفًا. سجل كلوزه هدفه الخامس عشر أمام غانا بعد قليل من نزوله أرض الملعب، ليتساوى مع "الظاهرة" البرازيلية، لكنه لم يكتف بهذا، بل نجح في الانفراد بالرقم القياسي بعد تسجيل الهدف الـ16 يوم 8 يوليو أمام البرازيل صاحبة الأرض والقادم منها رونالدو بالدور نصف النهائي، التي خسرت المباراة بشكل ساحق 1-7 في ملعب مينيراو بمدينة بيلو هوريزونتي. كان كلوزه قد سجل خمسة أهداف في أول مونديال له عام 2002، وسجل مثلها في مونديال 2006 ، وأضاف أربعة في مونديال 2010 ، واختتم مسيرته المونديالية بتسجيله هدفين في البرازيل. - "نكسة" جديدة تضرب البرازيل: الحديث الآن عن "مينيراو"، وهي كارثة أكثر سوادًا في تاريخ البرازيل من "ماراكانازو"، الذي سيكمل في 16 يوليو الجاري 64 عامًا؛ ففي 8 يوليو ألحقت ألمانيا بالبرازيل أسوأ هزيمة لها في تاريخها بالمونديال. وقبل هذا اليوم كان الفريق الوحيد الذي سجل أكثر من ثلاثة أهداف بمرمى البرازيليين هو المجر في ربع نهائي مونديال 54 بسويسرا (4-2). وكانت آخر هزيمة كبيرة للبرازيل حرمتها من اللقب في مونديال 1998 بفرنسا؛ عندما فازت صاحبة الأرض 3-0. ووقعت حادثة "ماراكانازو" عندما فشلت البرازيل في التتويج بلقب المونديال على أرضها بملعب ماراكانا في ريو دي جانيرو، بالخسارة في النهائي أمام أوروجواي بنسخة 1950 بهدفين لواحد، ومن هنا جاءت التسمية للتضخيم من هول الفاجعة التي التصقت بهذا الملعب. وأنهى منتخب الكناري البطولة المقامة على أرضه برقمين قياسيين سلبيين: خسارتين ساحقتين متتاليتين؛ حيث فازت هولندا عليه 3-0 في مباراة تحديد المركز الثالث، ولكونه المنتخب صاحب الأرض الذي مُنيت شباكه بأكثر عدد أهداف في تاريخ المونديال (14 هدفًا)، ليتخطى بهذا رقمه في نسخة 1938؛ عندما استقبلت شباك البرازيل 11 هدفًا. وكانت سويسرا صاحبة الرقم القياسي الأخير لمستضيف المونديال الذي تتلقى شباكه أكبر عدد من الأهداف؛ وذلك في نسخة 1954؛ عندما تلقت شباكها 11 هدفًا. - اللاعب الأكبر سنًّا في المونديال: أصبح حارس المرمى الكولومبي فريد موندراجون جزءًا من تاريخ المونديال؛ لكونه اللاعب الأكبر سنًّا الذي يشارك في كأس العالم. وانتزع حارس نادي كالي المخضرم -وعمره 43 عامًا وثلاثة أيام- الذي شارك اعتبارًا من الدقيقة الـ84 أمام اليابان بدور المجموعات في المباراة التي فازت بها كولومبيا 4-1؛ الرقم القياسي من المهاجم الكاميروني المعتزل روجيه ميلا، الذي كان اللاعب الأكبر سنًّا في تاريخ مباريات المونديال، بعد أن لعب وعمره 42 عامًا وشهر وثمانية أيام؛ وذلك في نسخة 1994 بالولايات المتحدة. - المنتخب الأكثر خوضًا لنهائي المونديال: أصبحت ألمانيا المنتخب الأكثر خوضًا لنهائي المونديال (8 مرات)، متخطية منتخب البرازيل (7 مرات) الذي سقط أمام "المانشافت" في نصف النهائي وأنهى المونديال في المركز الرابع. - المنتخب الأكثر خوضًا للمباريات في المونديال: لم تخسر الماكينات الألمانية لقب الفريق الأكثر خوضًا للمباريات في المونديال؛ حيث كانت تحمل هذا اللقب قبل انطلاق البطولة (99 مباراة)، وكانت مباراتها الأولى أمام البرتغال (4-0 لأبناء يواخيم لوف) تحمل الرقم 100. وبعد خوضها المباريات السبع المطلوبة للوصول إلى النهائي، أصبح رصيد ألمانيا في المونديال (106 مباريات)، لتواصل الانفراد بالرقم القياسي، لكن تظل البرازيل أقرب المنافسين لتخطيها (104 مباراة). - اللاعب الأسرع تسجيلا لهدفين متتاليين: هو الألماني توماس كروس، الذي سجل مرتين متتاليتين في أقل مدة زمنية (69 ثانية)، لينفرد بالرقم القياسي للاعب الأسرع تسجيلًا في المونديال. - المنتخب الأضعف دفاعًا في المونديال: انفردت البرازيل بهذا اللقب بعدما تلقت أربعة أهداف في 6 دقائق فقط أمام ألمانيا بنصف النهائي. كانت السلفادور قد تلقت عدد الأهداف نفسه في نسخة 1982 أمام المجر، لكن في سبع دقائق، وأيضًا تلقت النمسا عدد الأهداف نفسه أمام سويسرا صاحبة الأرض في نسخة 1954 في سبع دقائق أيضًا. - انفراد دور المجموعات بالرقم القياسي للأهداف: شهد دور المجموعات بمونديال البرازيل تحطيم الرقم القياسي في عدد الأهداف المسجلة (136 هدفاً). وحسب الفيفا، فقد تخطى هذا المونديال نسخة 2002 بكوريا الجنوبية واليابان (130 هدفًا). - أفضل متوسط أهداف في انطلاق المونديال: كان معدل التهديف في مباريات دور المجموعات الـ48 قد بلغ 2.83 هدف لكل مباراة. وكان الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والألماني توماس مولر هم هدافي دور المجموعات بأربعة أهداف لكل منهم. - الكل يشارك في المونديال: أشرك مدرب منتخب هولندا لويس فان جال في الدقيقة الـ93 من عمر مباراة الترضية وتحديد المركز الثالث أمام البرازيل، يوم (12 يوليو 2014)، الحارس الثالث ميشيل فورم بديلًا لياسبر سيليسن، في تبديل مفاجئ. وأصبح الطواحين الهولندية بهذا، المنتخب الوحيد الذي يستخدم جميع لاعبيه المستدعين للمونديال (23 لاعبًا) في البطولة، منذ تحديد هذا العدد بدايةً من نسخة 2002. وقبل ذلك، وعندما كان الحد الأقصى لاستدعاء اللاعبين هو 22 لاعبًا، كانت فرنسا في نسخة 1978 بالأرجنتين واليونان وروسيا بنسخة 1994 بالولايات المتحدة، قد دفعت بجميع لاعبيها للمشاركة في المونديال. - قارتا أمريكا الشمالية والجنوبية تتفوقان: للمرة الأولى في تاريخ كأس العالم، تتأهل ثمانية منتخبات لدول قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية للدور ثمن النهائي بالمونديال. وكانت نسخة 2010 بجنوب إفريقيا قد شهدت تأهل سبعة منتخبات من الأمريكتين لدور الـ16. وكانت منتخبات البرازيل والأرجنتين وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والولايات المتحدة والمكسيك وأوروجواي قد حطمت الرقم القياسي بوصولها إلى ثمن النهائي، لتفشل الإكوادور وهندوراس فقط من مرافقتها وتودعا المونديال من دور المجموعات. - تألق القارة الإفريقية: للمرة الأولى يتأهل منتخبان من إفريقيا للدور ثمن النهائي بنسخة واحدة في المونديال، وهو ما حققته نيجيريا والجزائر. وكانت منتخبات الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002 وغانا في 2010 قد بلغت الدور ربع النهائي، أقصى ما حققته المنتخبات الإفريقية في المونديال. وشهد المونديال الحالي مشاركة خمس فرق من إفريقيا، لكن تم إقصاء الكاميرون وكوت ديفوار وغانا من دور المجموعات. - كولومبيا تتفوق بالمدربين: للمرة الأولى في مونديال، يكون هناك ثلاثة مدربين كولومبيين في نسخة واحدة: خورخي لويس بينيتو (كوستاريكا)، ولويس فرناندو سواريز (هندوراس)، ورينالدو رويدا (الإكوادور). والمثير في الأمر أن منتخب كولومبيا نفسه المشارك في البطولة كان مدربه أرجنتينيًّا (خوسيه بيكرمان).