×
محافظة المنطقة الشرقية

اعتزال حكم واقعة العضة وسباعية البرازيل

صورة الخبر

لم يكن بمقدورنا تحمل الإساءات التي ارتكبها برنامج "واي فاي 3" في حق نجومنا الراحلين، بعد أن سخر من فهد بن سعيد وبشير حمد شنان في لوحتين سيئتين شكلاً ومضموناً دون أي احترام لما يمثله هذان النجمان الكبيران في تاريخ الأغنية السعودية. سابقاً كان التلفزيون السعودي يقدم برامج مثل هذه النوعية الخفيفة مثل برنامج "لكل بستان زهرة" الذي كان يعرض منتصف الثمانينات وكان يحوي لوحات ساخرة شبيهة لكنها كانت لوحات محترمة لم تظهر السابقين على أنهم سطحيون وسذج وعار على المجتمع السعودي بل كانت تحفظ لهم ريادتهم وتؤكد على أنهم أصحاب الأولوية في الفنون وتقدمهم بشكل يليق بمكانتهم، حيث تم في ذلك البرنامج القديم تقليد الراحل المعتزل فهد بن سعيد وحمد الطيار وسلامة العبدالله وغيرهم. لكن "واي فاي" تجاوز كل حدود اللباقة ومارس هواية تدمير الرموز وتحجيم دور هؤلاء المؤسسين وإظهارهم بشكل لا يليق أمام المشاهدين متناسياً أن الفن حضارة ورقي يجب تأكيدها في مثل هذه البرنامج للأجيال الحالية والقادمة وإظهارها بشكل يرسخ ما بذلوه وعانوه لتأسيس الفن الغنائي. ظهر الممثل الرئيسي حبيب الحبيب في "واي فاي" ليؤكد نظرية مهاجمة النجوم السابقين ومحاربة فنهم السامي، بتفكير يسطح المفهوم الذي تبنى عليه مثل هذه المواد التلفزيونية وفقراتها، ويساهم في تشويش الفكر المطالب في معرفة الفنون السابقة وتدوينها لعله يجد شيئاً يتمسك به بدلاً من الفن الهزيل الذي يستمع له. دائماً في كل عام تظهر علينا مثل هذه البرامج حتى لو تغيرت مسمياتها، لكنها في هذا العام تعرض جزئيات استفزت الكثير وحركت الرأي العام ضدها وضد ما تعرضه من لوحات مستفزة. مثل أن تتراقص إحدى الممثلات بشكل هستيري متخلف، يعود حبيب الحبيب مقلدًا لمطرب معتزل راحل "فهد بن سعيد" دون حياء مستحقراً أشهر أغنية على مستوى الخليج امتدت لعقود طويلة مرافقة لكل الأجيال باعتزاز. لو لم تكن كذلك لما عاشت طوال هذه السنين ولما تغنى بها أغلب الفنانين حتى على مستوى الوطن العربي، هذا التسطيح والسخرية بالموروث والموتى شيء لا يقبله العقل ولا المنطق!. تلك الفقرة لم تمر مرور الكرام على المشاهدين وانقلب الرأي العام ضد البرنامج ولوحته الساخرة التي توحي بأن مطربي التأسيس هم "الفنانون العرابجة".!؟. من يدير إنتاج هذه البرامج ويكتبها ويقدمها لابد أن يعي أن لهؤلاء المطربين السابقين حرمة الميت وسمو التقدير لما بذلوه من جهد لتأسيس الغناء في المملكة. لم تمض ثلاث ليال عن الاستهزاء بتاريخ "خلاص من حبكم" وظهور فهد بن سعيد بهذا الشكل، إلا وتناولوا مطرباً أسطورياً آخر هو الراحل بشير حمد شنان. لم يعد للقائمين على برنامج "واي فاي" قدرة إلا بتقليد البرامج وإيهام المشاهدين والجيل الجديد أن تاريخ الغناء لدينا سيىء وسطحي، وهو عكس ما قدموه. ماذا بعد أم كلثوم ووردة وابن سعيد وبشير، لا نظن أنهم سيتوقفون إذا استمر "واي فاي" بالحضور سنوياً إلا بعد أن يسخروا أيضاً من الراحل طلال مداح وفوزي محسون وسعد إبراهيم.