كشفت دراسة علمية حديثة عن انتشار بكتيريا الحمى المجهولة بشكل واسع بين عدد من أنواع الحيوانات الزراعية بالمملكة، موضحة أن نسبة الانتشار تختلف باختلاف المناطق ونوع الحيوان وسلالته وعمره وطريقة تربيته، إلا أن أعلى نسبة انتشار توجد في الإبل. وأوضحت الدراسة، التي دعمتها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بعنوان "الحمى المجهولة في الإبل والمجترات الأليفة والغزلان بالمملكة العربية السعودية"، وأجراها الباحث محمد بن عبدالرحمن آل الشيخ من جامعة الملك سعود، أنه تم اكتشاف المُسبب الجزيئي للحمى المجهولة في الحيوانات الزراعية وتقييمه باستخدام تفاعل بوليمراز التسلسلي. وأفادت الدراسة أن نتائج اختبار ELISA غير المباشر على الحليب تطابقت مع نتائج الاختبار نفسه في مصل الدم وبالتالي يمكن استخدام الحليب بدلاً عن الدم لمسح الحمى المجهولة في الحيوانات الحلوبة، حيث أنه أقل تكلفة وأكثر قبولاً لدى مربي الإبل والأبقار. وهدفت الدراسة إلى معرفة مدى انتشار عدوى الحمى المجهولة بين حيوانات المملكة، والعوامل المؤثرة على ذلك الانتشار، والطرق المتوفرة حاليًا لتشخيص المرض ورصده في الحيوانات، واستخدام تحليل الحمض النووي للميكروب لإثبات وجوده، ومعرفة طرق إفرازه من جسم الحيوان، ومن ثم اقتراح الطرق الممكنة للحد من انتشاره والسيطرة عليه بين الحيوانات في المملكة وبالتالي حماية العاملين من التعرض للعدوى. وأوصت الدراسة، للحد من نسبة انتشار العدوى بين الحيوانات والتقليل من مخاطر انتقالها إلى الإنسان، خاصة بالنسبة للأشخاص المتعاملين مباشرة مع الحيوانات مثل مربي الحيوانات والرعاة وعمال المسالخ والعاملين في المزارع ومجالات الإنتاج الحيواني الأخرى، بضرورة رصد المرض بانتظام في الحيوانات، بالتعاون ما بين وزارة الزراعة والهيئة الوطنية لحماية الحياة الفطرية، والنظر في إمكانية استخدام التحصين. كما أوصت بتجنب استهلاك الحليب غير المبستر، وإرشاد العاملين في مجالات الانتاج الحيواني المختلفة عن المرض، وحثهم على حماية أنفسهم خاصة عند مساعدة الحيوانات على الولادة، وارتداء الملابس الواقية، وغسل الأيدي، وتطهير الأدوات ومكان العمل، ونظافة أوعية الحليب وتطهيرها، وتجنب إثارة الغبار. وشددت على وضع الحيوانات الحبلى في مكان منفصل، والتخلص من المشيمة ومخلفات الولادة بالحرق أو الدفن في حفرة عميقة، وإبعاد القوارض والكلاب والقطط عن المزارع والمسالخ.