مؤخراً، وفي لقاء رمضاني عبر برنامج يا هلا رمضان، جمع الفنان فايز المالكي مع المذيع الباسم علي العلياني، وفي أحد الردود المثيرة للضيف، عبَّر عن رأيه في رفيق دربه وزميله حسن عسيري بالقول المباشر، ودون مواربة، إنه ممثل فاشل..!! بدوري، وبوصفي متلقياً ومتابعاً للبرنامج، اقتنعت بذلك الوصف مطلقاً تحت تأثير القبول بالرأي؛ كونه كان صادراً من سفير النوايا الحسنة وفنان له وزنه في التمثيل، يمتلك خبرة وباعاً طويلاً في الوسط الفني؛ ما يمكنه من التقييم المهني والنقدي في أداء زملائه الآخرين..!! وما هي إلا أيام معدودات لأكتشف خطأ ذلك القبول المتسرع من قِبلي، وغيري كثيرون، بالحكم المسبق تجاه عسيري بمجرد متابعة بعض حلقات مسلسله الرمضاني كلام الناس في جزئه الحالي؛ ما جعلني ألا أتسرع مستقبلاً في إصدار أي حكم لمجرد سماع رأي أو قول أقرب لردة الفعل من ممثل نحبه تجاه زميل له، سواء كان ممثلاً أو مخرجاً أو منتجاً.. وذلك بعد وصولي لقناعة تامة بأن هذا العسيري الفاشل في ذهنية المالكي وعقله الباطن يملك مقومات الفنان المتمكن الناجح، عكس ما قاله وردده عنه ضيف برنامج يا هلا..!! أخلص للقول بأننا دائماً نواجه مشكلة تأجير عقولنا للآخرين في قبولنا لآرائهم ووجهات نظرهم؛ وبالتالي نجد أنفسنا تحت تأثير هذه الآراء بعواطفنا، في حين يمكننا رؤية الحقيقة جيداً حينما نكون متجردين وأكثر استقلالية في الفكر والتفكير..!! إذاً، علينا دائماً ألا نستبق الأحداث في الحكم لمجرد أن شخصاً ما كانت له وجهة نظر مختلفة تجاه آخر، سواء بنعته بالفشل أو النجاح؛ إذ لا بد من التأكد بأنفسنا أولاً من واقع الأمر واستطلاعه باستفاضة..!! حسن عسيري قدم عملاً فنياً في كندا يستحق عليه الحصول على جائزة أفضل ممثل وأفضل أداء؛ إذ نقل الصورة الجميلة عن المبتعثين السعوديين ومرافقيهم في الخارج بشكل مميز، مع الأخذ في الاعتبار احترام خصوصية تلك الشعوب، وإن كانت لا تتناسب مع مبادئنا وسلوكياتنا الدينية وعاداتنا العربية الأصيلة.. ولعل مشهد رفض زوجته الصورية البقاء مع العائلة الكندية بعد اكتشافها شربهم الخمر خير دليل، وذلك من خلال رده المقنع لها بأن مونتريال الكندية ليست بريدة، وقد صدق..!!
