في مقررات التربية الإسلامية؛ والتي تدرسها وزارة التربية والتعليم؛ بجميع مراحل التعليم العام؛ دروس مهمة جداً؛ حق الله تعالى والإيمان به والتعريف بربوبيته وألوهيته؛ وبأسمائه وصفاته؛ وأركان الإسلام والإيمان؛ والمواقف الصحيحة من الانحرافات؛ وحقوق الراعي والرعية؛ وعن الحدود الشرعية؛ وحكم الخروج على ولي الأمر؛ والموقف من الإرهاب والحرابة؛ والمخدرات وكافة المواضيع السياسية والأمنية والمرورية والأسرية؛ والمواقف الصحيحة من الأحداث المشابهة لما يقع في حاضرنا. مواضيع المقررات الشرعية؛ تعزز التربية المرورية والدينية والسياسة المطلوبة والمتفق عليها؛ والتربية الأسرية؛ والتربية المكانية والتربية الإسكانية؛ وكل ما نتطلع إليه؛ من تحقيق الخير ودفع الشرور. لو حاولنا تسمية المقررات؛ بغير مسمّى فقه وحديث وتوحيد وتفسير؛ فلن نستطيع تغذية كل الصفوف بالجرعات المناسبة؛ لأنّ تسمية المقرر بالتربية الوطنية أو بالتربية الأسرية يحصر المقرر في اتجاه واحد؛ يصعب تكراره؛ فلن ندرس التربية الأسرية ولا الوطنية في كل المراحل؛ لأنّ المفهوم واحد؛ بينما يندرج تحت مقرر الفقه والحديث والتوحيد والتفسير العديد من المواضيع؛ ولأنّ مقرر التربية الوطنية يشبه نسق كتب الفقه والتاريخ والجغرافيا؛ فلا جديد؛ بينما يمكن إدخال أي مفهوم أو مصطلح في المقررات العامة التي تحمل مسمّى عام؛ كالفقه مثلاً. بقاء مسمّى الفقه؛ لا يمنع تسميته بحسب عموم مواضيعه؛ فمثلاً يمكن تسمية كتاب الفقه للصف الأول الثانوي - كتاب الفقه ( التربية الأمنية)؛ وكتاب الفقه للصف الثالث الثانوي كتاب الفقه ( التربية الأسرية). وأقول ذلك؛ لأني أجزم بأنّ كل مقرر الفقه للصف الأول الثانوي عن التربية الأمنية؛ وكتاب الفقه للصف الثاني الثانوي عن التربية المالية؛ وكتاب الفقه للصف الثالث الثانوي عن التربية الأسرية؛ وألمس آثارها مع الطلاب ولله الحمد. كل مقرر له اتجاه مهم في تربية الأجيال؛ وفي كتب التوحيد جانب مهم من التربية السياسية المطلوبة؛ والتي تعزز جانب الولاء للملك والوطن والاعتزاز بهم. هذه المقررات بحاجة ماسة لبرامج مصاحبة جاذبة؛ ومنها ما يتعلق ببرامج ثقافية جادة؛ وأنصح ببقاء عناوينها؛ والتركيز على مضمونها وترتيبها؛ بحيث لا نجعل خارطة مفاهيمها العامة متداخلة. وأقترح بناء أسئلة اختبارات تساعد المعلمين في ضبط تأثير هذه المقررات؛ وبأفضل من الواقع؛ ولا أقصد تنقص المقررات؛ بل في الطمع مطلب؛ بحسب ما يدور من أحداث؛ ودون الخوض فيها بأسلوب سلبي؛ بل في تعزيز تحصين فكر شباب وأبناء الوطن؛ أكثر وأكثر. بكل وضوح أقول؛ لهذه المقررات تأثير مهم؛ لحماية فكر الشباب وتحصينهم ضد الأفكار المنحرفة؛ وبالذات ما يخص الإرهاب والقتل والجرائم بشكل عام؛ والمرورية بشكل خاص؛ وأعمال الحرابة والإرهاب بشكل خاص وخاص جداً؛ وتعميق الولاء لولاة الأمر والوطن بدرجة أولى. هذه المقررات نعمة؛ وفيها منع تكفير الأعيان ومنع تكفير العموم؛ وفيه تحديد المخول بتكفير المعين؛ وهو الحاكم؛ وصحيح أنها تتكرر ولكنها تأتي وفق جرعات مهمة وتراكمية وتكاملية؛ وبحسب المراحل؛ وفق الله وزارة التربية والتعليم إلى كل خير؛ وسدد الله خطاهم وبارك الله في جهودهم.