هو المتسشفى الوحيد في محافظة العلا الواقعة شمالي المدينة المنورة، ومع ذلك لا يزال يفتقد للخدمات المطلوبة لتقديم الخدمات الصحية المميزة للأهالي، وعن ذلك قصد عدد من المواطنين «عكاظ»، طرحوا رؤيتهم عن المستشفى (اليتيم) كما وصفوه وعلى حد تعبيرهم، وتدني مستوى الخدمة فيه، معبرين عن عدم رضاهم إزاء تدهور الخدمات الطبية المقدمة لهم في هذا المستشفى، وذلك تزامنا مع مقطع انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي وخصص له هشتاق على تويتر، والذي يظهر تدنيا في خدمات العناية المركزة والخدمات الأخرى: الأهالي طالبوا بتطوير المستشفى بشكل عام، وبالذات قسم العناية المركزة وتغيير الكارد الإداري للمستشفى وتوفير كفاءات متميزة لاسيما للعناية المركزة، ناهيك عن المطالبة بضرورة تطوير المستشفى بشكل عام، وحملوا إدارة الشؤون الصحية في المنطقة مسؤولية تدهور المستوى العام وقصوره عن تأدية مهامه للمواطنين والأهالي. يقول المواطن الشوشي عبدالله الفرك: راجعت مستشفى العلا منذ وقت قريب إثر عارض برد حاد، ومكثت بالمستشفى ثلاث ساعات رغم عدم وجود أماكن مخصصة للانتظار، واصطف المرضى صفوفا طويلة في انتظار الكشف إذ لم يكن هناك غير طبيبة عامة واحدة فقط تواجه كل هذه الأعداد، وأضاف متسائلا: هل من المعقول أن تخصص طبيبة واحدة فقط في مستشفى وحيد يقصده كل الأهالي في العلا ومايتبعها من مراكز وقرى وهجر؟، واستطرد: هذا الوضع لايمكن تحمله أو تجاوزه دون مساءلة حيث ازدادت أوضاع المستشفى الوحيد بالمحافظة سوءا وانحدارا. تدهور خدمات وفي ذات السياق حول تدني وتدهور خدمات العناية بالمرضى في المستشفى، يقول المواطن محمد عايد: انتظرت لأكثر من ساعة ونصف في قسم الطوارئ لأحصل على عناية طبية لطفلي، ولم أجد سوى طبيب واحد فقط ولا أسرة شاغرة، ولا وجود لأي عمل خدمي مؤسسي ناجح بهذا المستشفى، والعمل على إنجاز مبنى الطوارئ الجديد يتم على استحياء وبطء شديد، وأنا أحمل هنا صحة المنطقة إهمالها في تطوير القطاع الصحي في المحافظة خصوصا فيما يختص بإيجاد الكوارد الإدارية والفنية للارتقاء بالخدمات الصحية المقدمة أما المواطن عبدالله الجهني فيقول: «مستشفى العلا بوضعه الحالي دعم تجارة الأدوية والعطارات داخل المحافظة ذلك لأن اليأس أصاب الناس من الحصول على خدمات ورعاية جيدة، فلجأ البسطاء أمثالي إلى البحث عن حلول أخرى تتعلق بالعلاج والأدوية الشعبية والعطارين، إلى درجة أنني أضمن الربح الوفير لمن يستثمر في هذا المجال في العلا!». فيما يقول كل من سالم عطاالله و رجا محمد: إن العناية المركزة تحتاج لمن يأخذ بيدها ليعتني بها، أو يطلق عليها رصاصة الرحمة بدلا من أن تستمر في مسلسل أخطائها عبر كوادر طبية نرى أنها غير مؤهلة لهذه المهمة الصعبة كما ينبغي، وساهم هذا القسم لضعف تأهيله في حصول مضاعفات للمرضى بدلا من علاجهم والتخفيف عنهم، ولاحظنا مرارا أن الحالات الطبية الحرجة يتم تحويلها إلى الأقسام التي لا تتوفر على طبيب مناوب ليلقوا حتفهم في النهاية إهمالا، وهناك الكثير من الصور والمقاطع تكشف سوء الحال في قسم العناية المركزة من إهمال وانعدام نظافة. محسوبيات وإهمال وينحو المواطن عبدالرحمن البلوي منحى آخر في حديثه عن الوضع قائلا : المحسوبيات والإهمال الذي يجده أهالي المحافظة من صحة المدينة المنورة في العناية بالمواطن، وعدم اكتراثهم بحجم الخلل الكبير في المستشفى ساهم في تفاقم الأوضاع وتدهورها، فنحن نحمل مديرية الشؤون الصحية بالمنطقة ومن بعدهم وزارة الصحة تبعات ما يحدث في هذا المستشفى وعدم تجاوبها مع نداءاتنا المستمرة بضرورة العمل بأمانة وبروح المسؤولية واختيار كفاءات وكوادر طبية وإدارية ذات مستوى مهني عال، للارتفاع بإمكانات المستشفى المهنية. وعلى ذات المنوال يقول المواطن إبراهيم سليمان وعبدالله البلوي: فقدنا الأمل في التجاوب مع نداءاتنا المتكررة بضرورة توفير أدنى معايير الخدمات الصحية والطبية التي تليق بإنسان المحافظة، ونعتب كثيرا على جمعية حقوق الإنسان التي سجلت شكوانا لكنها لم توجد أي حلول لمعاناتنا حتى الآن، ونتساءل: لماذا هذا الإهمال في حق محافظة تعد هي الثانية في المنطقة، ولماذا لا يتم اعتماد مستشفى رديف أو تحويل هذا المستشفى إلى مستشفى محوري بزيادة عدد الأسرة ورفع مستوى الكوادر وإضافة التخصصات المطلوبة وتطوير الأداء في العناية المركزة والطوارئ، وتجديد الدماء في إدارة القطاع الصحي في المحافظة. رد بالنفي واستبق المواطنون رد الجهة المعنية قائلين: حتما سيأتي رد إدارة القطاع الصحي بالنفي، إذ لم يحدث أن اعترفت بالأخطاء الموجودة التي نراها رأي العين، ولم تعالج سلبياتها، ونحن نؤكد أن المستشفى بحاجة لأيـدٍ كريمة تخرجه من وضعه الحالي، وبالذات في قسم العناية المركزة الذي يتدهور إلى حال أسوأ في كل يوم يمر، ويحتاج إلى كادر طبي قادر على التعامل مع الحالات الحرجة، ونحن نعيد مطالبتنا لإدارة الشؤون الصحية في المنطقة وجمعية حقوق الإنسان بالنظر عاجلا في هذا الوضع لإخراج المسستفى من وضعه الحرج الحالي. التطوير عقب الافتتاح سألنا مدير الإعلام الصحي في إدارة القطاع الصحي بالعلا سعد محمد العنزي عن وضع المستشفى فأجاب: يوجد في قسم الطوارىء طبيب أخصائي وخمسة أطباء، ومن المنتظر تطوير القسم عقب افتتاح مبنى التوسعة الجديد، وفيما يتعلق بقسم الطوارىء فإن به طبيبا عاما للفرز والحالات الطارئة والتي يتم توجيهها لقسم الطوارىء الذي يتناوب فيه في كل فترة طبيب مقيم وأخصائي أطفال وأخصائي باطنية، وهذا العدد يفي بالمطلوب فيما يتم استدعاء الأطباء عند الحالات اللازمة. توسعة الطوارئ من جهته، كشف مدير الشؤون الصحية بالعلا الدكتور حامد شويكان، عن مشروعات تطويرية قائمة بالمستشفى، مؤكدا أن «هناك مشروع توسعة لقسم الطوارئ والعناية المركزة والغسل الكلوي، وتم إنجاز أكثر من 90 بالمائة من هذا المشروع، ومن المتوقع أن يتم افتتاح المشروع خلال الفترة القريبة المقبلة».